لا شك أن نقابة المفتشين قد ندمت ندامة الكسعي

لا شك أن نقابة المفتشين

قد ندمت ندامة الكسعي

محمد شركي

[email protected]

من أمثال العرب السائرة قولهم : " أندم من الكسعي " ويضرب لكل من يضيع فرصة لا تعوض . والكسعي هو القائل :

ندمت ندامة لو أن نفسي //// تطاوعني إذا لقتلت نفسي

تبين لي سفاه الرأي مني ////  يمين الله حين كسرت قوسي

وكانت بمنزلة المفدى    //// لدي وعند صبياني وعرسي

فلم أملك غداة رأيت حولي //// حمير الوحش أن ضرجت خمسي

وحكاية الكسعي أنه وجد قضيب شوحط في واد كان يرعي به إبله فتعاهده بالماء حولا كاملا حتي سبط العود واعتدل، فبراه قوسا وخمسة سهام ، وكمن  ذات ليلة لقطيع من حمر الوحش عند مورد ماء ، وأخذ يرميها ويظن أن سهامه قد نبت  عنها فكسر قوسه غضبا ، فلما أصبح  الصباح وجد أن سهامه الخمسة قد صادت من الحمر خمسة فندم على كسره قوسه ،وعض أنامه فقطعها . وما أظن حال نقابة المفتشين إلا كحال العسكي وقد فرطت في قواعدها حين طاوعت أهواء بعض من ابتليت بهم مكاتبها من الوصوليين والانتهازيين الذين اتخذوها مطية لتحقيق مكبوتاتهم  ، فصارت تفاوض وتجالس الوزارة المناورة والمسوفة خلسة ودون علم قواعدها  ، وتعقد الصفقات الفارغة معها تحت الدف كما يقال حتى إذا بلغ خبرها القواعد  الغاضبة من سلوكها تركتها غير مأسوف عليها ،وجعلت  حائطا دونها مقابل خيطها .  وهاهي النقابة اليوم تشكو ظلم الوزارة وتهميشها لها  وكان ذلك ظن  القواعد بالوزارة  يوم كانت النقابة  تجاري بعض سفهائها في حوار فارغ معها بلا طائل. ومعلوم في تاريخ كل النقابات أن الأطراف التي تحاورها تراهن على العناصر فيها والتي يسهل سيلان لعابها طمعا فتزري بها  حين تتخذ المواقف الخاذلة ، فيجر عليها ذلك نقمة قواعدها فتهجر الهجر الجميل . ولا شك أن الوزارة على علم بما فعلت بنقابة المفتشين ، وأنها قد فشلت وذهبت ريحها بفقدانها ثقة القواعد  لهذا سهل عليها التلاعب بها . ولقد كسرت النقابة قوسها الرامي حين فقدت قواعدها كما  كسر الكسعي قوسه وعليها اليوم أن تعض على خمسها كما عضها الكسعي  ندما ولات حين مندم . ويجدر بها أن تحمل اسم نقابة الكسعي للمفتشين . وما ينفع الدعاء بالحياة  والعيش لمن مات ، ولا كسر القواعد يجبر  تماما كما  كما لم تجبر قوس الكسعي.