معالم على طريق الثورة

بما ان ثورات الربيع العربي المجيدة والمباركة قد قفزت بنا خطوات كبيرة على طريق حرية الراي وبما ان الدماء الطاهرة الزكية التي سالت تملي علينا ان نتحمل مسؤليتنا تجاه هذه المرحلة فانني اقدم بين يدي جميع الاخوة هذه الافكار التي قد تعجب البعض ولا تعجب البعض الاخر و انما هي استشعار للمسؤلية وتبرئة للذمة 

التحديات التي تواجه الاسلاميين في مرحلة ما بعد الربيع العربي : 

رغم كل الروح الاسلامية التي تنبض بها ثورات الربيع العربي فإن التيارات الاسلامية عجزت عن ادراة مرحلة ما بعد الثورات العربية وذلك لاسباب كثيرة فمفهوم الدولة حتى هذه اللحظة هو موضع خلاف بين الاسلاميين انفسهم بين ( دينية - مدنية ) واساليب اسناد الحكم ما زالت عبارة عن خيالات حول مفهوم الشورى ومحاربة بالمطلق لمصطلح الديمقراطية والعالم اليوم تحكمه القوانين الدستورية ونحن حتى هذه اللحظة نحتكم الى فقه السياسة الشرعية الذي خطته اقلام وافكار علماء اجلاء هذا الفقه الذي كان محكوما بزمان ومكان وحال خاص للحاكم والمحكوم والفقيه فهذه المفاهيم كلها( الدولة - المواطنة - الشورى او الديمقراطية - فقه السياسة الشرعية وفقه القانون الدستوري ) هي عبارة عن افكار هلامية موجودة فقط ضمن الخزان الفكري للاسلاميين انفسهم ولكنها حتى هذه اللحظة لم تتجاوز تلك الحدود لتنزل على ارض الواقع فقد اثبتت الوقائع ان التحدي الكبير ليس بالوصول الى سدة الحكم ولكن في الاستمرار في البقاء والمحافظة على هذا الموقع مع الاخذ بعين الاعتبار ان اللاعبين الموجودين والمشاركين في الساحة قد لايمتلكون اي معيار اخلاقي او سلوكي او سياسي وهذا الامر يجب ان نفترضه ولو كان غير موجود حتى لا نلقي باللوم والتبعية على الاخر في حال الفشل والسقوط والبحث عن التبرير 

التحديات التي تواجه الاسلاميين : 

1- الدولة العميقة بكافة امتداداتها المرئية وغير المرئية ( الجيش - الامن - الشرطة - الاعلام والتي يطلق عليها اليوم لاظهار مدى قوتها وتاثيرها بالسلطة الرابعة - الاحزاب السياسية - التعليم الصحة - القضاء - الادارات المحلية - العشائر ...... الخ) 

2- ترميم الفساد الاداري والمالي والاخلاقي المتراكم لعقود طويلة ضمن بنية الدولة 

(الرشوة - المحسوبية - عدم الالتزام والانضباط - فقدان الشعور بالمسؤلية ) 

3- معالجة مخلفات الحرب الاجتماعية والانسانية والنفسية والخدمية ( جرحى - اعاقات - شهداء - ارامل - ايتام - دمار البني التحتية للقطاعات الخدمية كهرباء - ماء - هاتف - صرف صحي وعلى راس ذلك كله اعادة تاهيل قطاعي التعليم والصحة ) 

4- معالجة مخلفات الحرب المتعلقة بالممتلكات الخاصة 

5- معالجة مخلفات الحرب الاقتصادية ( التراجع الحاد على مستوى الصناعة والتجارة والزراعة والثروة الحيوانية والسياحة ) 

6- اعادة تاهيل المنشآت النفطية نتيجة الاضرار الحاصلة في هذا القطاع 

7- الضغوط الاقتصادية التي سيتم مواجهتها خارجيا فور سقوط النظام ( انهيار سعر صرف الليرة السورية - الالتزامات المالية والعقود العسكرية والاستثمارية الموقعة مسبقا ) 

8- الحرب الاعلامية التي سيتم شنها عليهم ومحاولات الشيطنة و الترهيب من وجودهم في السلطة والحكم 

وكل هذا هو واقع مفروض لايمكن تجاهله او التغافل عنه لاي سبب كان 

لذلك فانه من عدم الحكمة الدخول في اي مشروع فردي لاي فصيل كان سواء اسلامي او غير اسلامي ولابد من مشروع وطني توافقي تلتقي فيه جميع الاطراف السورية 

مما سبق فانه يتضح بان امام الاسلاميين انفسهم انجازات عليهم القيام بها : 

1- التخفيف من حدة الاستعلاء على فكرة المراجعات والغاء مفهوم تحريم النقد الذاتي 

2- عدم الخلط بين فكرة الثبات على المبدأ والتجديد الفكري 

3- التحرر من هيمنة القيادات التاريخية التي استولت على التوجه والمفهوم والمنهج والقرار 

4- التدريب على الانتقال من العمل والممارسة السياسية كفكر معارض الى موقع الفاعل والحاضر في المشهد السياسي 

5- الحوار الاسلامي - الاسلامي واهمية ردم الفجوة بين التيارات المختلفة والذي لم يرق بعد الى المستوى المطلوب ( صلح حديبية اسلامي - اسلامي ) 

6- الاستعداد للمشاركة والحوار والتنازل للاخر عن جزء من المسؤلية ليكون الجميع شركاء وتحمل تبعات المرحلة القادمة 

7- التركيز على موضوع المرجعية السياسية والقانونية والدستورية 

8- تحييد الدولة عن الصراعات السياسية بين الاحزاب بعد اعادة بناء الدولة كمفهوم وكيان اعتباري واستعادة هيبتها 

9- الاسلاميين كغيرهم من الشرائح الاجتماعية تاثروا بانظمة الحكم الاستبدادي والحجر الفكري وعدم الشفافية وروح الفردية والاقصاء للاخر 

10- وجود الاسلاميين في السلطة لن يكون مرحبا به وبالتالي الغاء نظرية المؤامرة ومحاولات الافشال مسبقا 

11- التحول في خطاب الجماعات الاسلامية و سلوكها من جماعة المؤمنين الى جماعة من المؤمنين الى دولة للمواطنين 

12- الخطاب الوعظي الانشائي قد يقتصر دوره على جزء من ساحات العمل الدعوي ولابد من تجديد المحتوى و ادوات الخطاب ومعالجة مفاهيم وقضايا عالقة ضمن الفضاء المصطلحي ( المواطنة - الحرية - العدالة الاجتماعية - اليات تداول السلطة ) 

13- اعادة بناء المرجعيات الشرعية فعلى الرغم من ان العلماء لم يكن لهم اي دور في اختيار الحاكم الا انه استطاع استثمارهم في شرعنة وجوده 

14- التعاطي مع المرحلة الحالية كثورة حقيقية قامت على الانظمه العربية وقد تشمل التنظيمات.