عشائر سوريا والثورة

سالم عبدالعزيز المسلط

عشائر سوريا والثورة

سالم عبدالعزيز المسلط

قبائل وعشائر سوريا لا شك لها دور مهم في الثورة، إن شاءت كبير، وإن شاءت اضعفته بحيث لا يعادل دورها دور اقل حزب وهمي استُحدِث في سوريا، يكبر دورها في وجودها ضمن اطار وطني غايته الوطن وليس القبيلة، ويضعف ان كان غير ذلك واقتصر على البحث عن مصلحة اشخاص ومصلحة قبيلة دون الوطن وفصل سوريا حاضرة عن بادية.

قدم في سوريا ابن المدينة كما ابن البادية، لكن ابن المدينة لا تشغله منافسة على مشيخة، بينما انشغل البعض من ابناء القبائل في ذلك، واختلطت علينا ملامح المشيخة في زحمة شيوخ ما شهدنا مثلها

ينظر الكثير الى هذه الشريحة التى تشكل نسبة كبيرة من سكان سوريا بانها مكون اجتماعي لا يمتلك رؤية سياسية، وحاولوا بداية الثوره رفض وجوده كمكون في اي جسم سياسي معارض، واستغلت بعض الاحزاب جل عناصر هذا المكون الكبير لزيادة عددية ولأصوات تخدم اجندات حزبية دون اي مردود ايجابي تطاله قبائل وعشائر سوريا، وتقع المسؤولية على ابناء العشائر، مع تقديري للجميع، الثورة ليست لتكريس مشيخة او لاستحداث مشيخات جديدة، المشيخة في المجالس والدواوين، لكن للثورة مشايخها، وربما جهد راعي الغنم تجاوز في الثورة دور شيخ عشيرته.

من يساهم ويقدم ويرابط هو الشيخ، ليس الشيخ من تزينه عباءة تدرب على لبسها مؤخراً إنما الشيخ الحقيقي من يزينه دينه واخلاقه، ويدافع عن كرامة كل السوريين ليس فقط عن مكانته ومكانة عشيرته.

 يمثل ابناء العشائر نسبة عالية في الجيش الحر وكتائب الثوار وفي القيادات، لذا لا ينسب اي مكون او جسم عشائري ذلك الجهد له انما هي نخوة موجودة في اولئك الابطال كما ابناء المدن والارياف، تواجدوا اين الكرامة وجدت، وجاهدوا في المكان الذي يحتاج جهدهم بعيداً عن مدنهم وعشائرهم

ان لم يكن للشخص حجم بين ناسه وعلى ارضه، فلا يكبر حجمه بوجوده في مجلس او ائتلاف، والاستمرار في نهج الطعن في الاشخاص الذي استمر طيلة اعوام الثورة قزّم للاسف دور العشائر ليس فقط في نظر السوريين انما اصبح كذلك في نظر دول كان المفترض ان تكون سنداً للعشائر، لن تأخذ العشائر دورها الحقيقي الا اذا وضعت حداً لذلك وتجاوزت كل الخلافات وتجاوزت مُسببيها، وتمكنت بالعمل اقناع الاخرين ان هذا المكون الاجتماعي يمتلك الرؤية السياسية التشاركية ضمن اطار وطني غايته اكبر من العشيرة والمشيخة، غايتة الوطن سوريا.

نريد ان تكون العشائر صمام امان سوريا تحرص على كل سوريا بكل مكوناتها بعد خلاص سوريا من نظام الاجرام ونفوذ نظام ملالي قمّ، لكن للأسف يريد بعض من دخل الثورة بنظرته القاصرة من ابناء العشائر عكس ذلك، لأن ثورة البعض لا تشير الى نظام بل هي ضد من يعرف معنى الثورة.