لماذا البعض من شبابنا يلجأ إلى الانتحار!؟
لماذا البعض من شبابنا يلجأ إلى الانتحار!؟
رضا سالم الصامت
لماذا البعض من شبابنا يلجأ إلى الانتحار ؟ ! في أغلب الحالات، سبب الانتحار هو حالة اكتئاب عميق أو أمراض احدى عوارضها هو الاكتئاب، الذي يظهر عندما التوازن الكيميائي في مخ الانسان يتزعزع او يقطع بشكل معين
فالانسان المعافى لا ينتحر،لأنه مؤمن بالله ، اما تفكير الانسان المكتئب يختلف عن تفكير اهذا الانسان المعافى، بحيث ان المرض يمنعهم من رؤية المستقبل. فهم يفكّرون فقط في الحاضر ولا يستطيعون النظر الى المستقبل
في بعض الاحيان لا يفهمون ان المرض جادر للعلاج ويشعرون ان لا احد يستطيع المساعدة. فلا يفكّرون في طلب المساعدة. لا يثقون في الاشخاص الذين من حولهم - كالعائلة والاصدقاء بسبب المرض...
يفعمهم الألم النفساني واحياناّ الجسماني ايضاً، الذي يتحوّل الى غير محمول. لا يرون أي جدوى. يشعرون بقلّة الامل وقلّة الافادة. لا يريدون الموت، ولكن الموت يبدو لهم كحل لإنهاء متاعبهم و أزماتهم و لكن هذا حل غير منطقي بالمرة
التواجد في اكتئاب ليس خيار حر- الانسان لا يبحث عنه تماماً ، كما ان الانسان لا يبحث عن مرض السرطان او مرض السكر. أو مرض الأعصاب أو أي مرض آخر و لكن حالة الاكتئاب و الاحباط لهاعلاج، و الانسان يستطيع ان يشعر بنفسه أفضل من السابق
فعلى سبيل المثال ، عندما تيأس من حياتك، واعطاء الامور اكبر من حجمها ، وعدم القناعة بما كتبه الله لك وعندما تذهب الابتسامة من شفاتك ويرتسم على وجهك الحزن والضيق ، اعلم بان ذلك ضعف في ايمانك بالله العلي القدير
فالحياة زائلة و
مهما واجهت من العراقيل و المصائب فكن واثقا من نفسك و لا
تدع الانتحار سبيل نهايتك
تقرب الى الله اكثر بالعبادة …فهو قريب من عباده … و تيقن أنك ستشعر براحة البال ، ولا تدع امور الدنيا التافه تبعدك عن مكنون سعادتك الاساسية ابتعد عن كل جو محيط بالاسى مهما تراه امام عيناك ، انظر اليه بأنه امر صغير لا يستحق كل ذا العنان واطلاق براكين الحزن المدمرة لحياتك
تذكر دوماً: قوله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ * البقرة : 186
تذكر دوماً بأن ما اصابك قد يكون اهون عند شخصاً اخر يحمل الصبر رغم ما ابتلي به… اي انظر الى من هم اقل منك لتذكر الله وتحمده على نعمه
لا تجعل من اي شخص أن يُحبط من عزيمتك … اسمع ... حاور … افعل ماهو صائب
عندما تصاب بالحزن لا تذهب الى أصدقاء السوء لأن الشخص وقت يأسه وغضبه لا يفكر سوى بالنسيان والخروج من حالته تلك التي يراها مؤلمة
دائما اجعل من نفسك مبتسماً… وارضي ذاتك قبل اي شيء آخر
لا تضع يداك على خدك وتنتظر الخير والحل يأتي صوبك دون رمي السهام للوصول الى مبتغاك
كن مثل الجبل صامدا … ومن البحر امتلك جبروت موجه العالي اذا اتى لا يرحم
كن واضحا مثل الشمس تعلم عيوبك وتعلم كيف تواجه الناس بكل حرارة مثل حرارة الشمس
وكن ضوئها لاشعال لهيب الانتصار والفوز على فشلك وكل ما يضيق به صدرك
- تذكر دوماً ان الدنيا ما هي الا دار ابتلاء ولن يبقى لك سوى العمل الصالح، فاغتنم وقتك بما يرضي اللهو رسوله الكريم
و اعلم أن رضاء الناس غاية لاتدرك
- تقبل النقد والاساءة بالصمت … ولكن لا تجعلها تتحول كزلزال يتأهب للتدمير بدل الاصلاح
- ابحث عن الامل، والتفاؤل .. و استعن بالصبر و لا تتوقف واصعد درجات السلم واحدة تلو الاخرى بالتدريج حتى تنجح في حياتك و تصل الى القمة
- وأخيرا لا تنسى قول شاعر تونس الخالد أبو القاسم الشابي
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟
أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فلنثق في أنفسنا أكثر و لنتفائل خيرا و لا نفكر في الانتحار ، فالحياة حلوه كما تغنى بها فريد الأطرش.