بصراحة.. هل تُجر تركيا إلى أتون المستنقع السوري
أحداث سريعة عصفت بالداخل التركي وبالمنطقة الحدودية الفاصلة بين سورية وتركيا كان وراءها تنظيمان هامان معاديان لتركيا هما حزب العمال الكردستاني التركي وصنوه حزب الاتحاد الديمقراطي السوري حليف النظام السوري، وتنظيم الدولة (داعش) الذي يعادي الجميع على الأراضي السورية، فكل من يعيش في سورية الآن هم في نظر (داعش) مرتدون كفرة يجب محاربتهم.
تركيا التي عملت لنحو أربع سنوات على ضبط النفس والامتناع عن الخوض في المستنقع السوري الآسن، دون أن يكون هناك تحالف دولي أو أممي يغطي أي عمل عسكري تخوض غماره في سورية.
وعليه فقد أمتنعت تركيا عن أن تكون أراضيها منطلقاً لتحالفات تريد بعض التنظيمات التي توصف بالإراهبية على المزاج الأمريكي والغربي، دون ضم النظام السوري وحزب اللات وقائمة الميليشيات التي تساند الأسد في ذبح السوريين، وتدمير ممنهج للبلاد في نفس القائمة وتعامل بنفس المعاملة، وصمدت في وجه كل الضغوطات لأربع سنوات، فتحت خلالها حدودها للسوريين ليحطوا رحالهم في مدنها وفي مخيمات أقامتها على نفقتها الخاصة بكل الترحيب والإكرام.
ومع أنني لا أؤمن بنظرية المؤامرة، إلا أن كل ما حدث في الأيام القليلة الماضية من أحداث دامية داخل المدن التركية وعلى حدودها المتاخمة لسورية، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن هناك مؤامرة على تركيا لإعادتها إلى بيت الطاعة الأمريكي، ولا أعرف ان كان قبول تركيا بانطلاق طيران التحالف من أراضيها لضرب تنظيم الدولة (داعش) فقط دون كل التنظيمات الإرهابية التي تعيث فساداً في سورية لأكثر من أربع سنوات أزهقت فيها أرواح نحو نصف مليون سوري، ونزوح أكثر من سبعة ملايين داخل الأراضي السورية، وهجرة نحو خمسة ملايين إلى خارج الأراضي السورية، هو بداية الطريق لعودة تركيا إلى بيت الطاعة الأمريكي.
إن ما قبلت بفعله تركيا مكرهة يصب في خدمة النظام السوري المتهاوي، الذي لا يريد الغرب وعلى رأسه أمريكا أن يسقط، وقد لاحظنا ذلك مؤخراً من خلال تصريحات المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين.
من هنا أتوجه إلى أهلنا في سورية وبلاد اللجوء أن يعودوا إلى رمزية ثورتنا المباركة الرائعة (السوريون أيد وحدة)، وأتمنى بل وأدعو فصائل المقاومة التي شرفت الوطن ببطولاتها وتضحياتها أن تتوحد تحت راية الاستقلال فهي الراية التي انتصر خلفها الآباء والأجداد في معركة الاستقلال عن فرنسا.
قلوبنا مع تركيا الأخ والنصير.. الذي وقف معنا بصدق وإخلاص في محنتنا وكان للسوريين الحضن الدافئ واليد الحانية.. قلوبنا مع تركيا في صمودها لأنها ملاذنا الأخير بعد الله وقد تخلى عنا الأشقاء والمجتمع الدولي وكل العالم.
وسوم: العدد 626