ريحتنا طالعة من زمان ....
الشعبي الذي فاجأ العالم في لبنان والذي انطلق ضمن حملة "طلعت ريحتكم" وعلى ما جاء كلمة رئيس الوزراء تمام سلام التي ألقاها يوم الأحد 23 أغسطس الجاري وحذّر فيها من انهيار البلد إذا استمر الشلل الحكومي مجددا التلويح بالاستقالة مع تزايد الانقسام السياسي، و الاحتجاجات على تراكم القمامة.
ساحة الشهداء وسط بيروت كانت مكتظة بالشباب الذين شاركوا المتظاهرين احتجاجاتهم وهتافاتهم ضد النخبة السياسية ضمن حملة سموها "طلعت ريحتكم".
هؤلاء الشباب كانوا يعترضون بأسلوب سلمي وحضاري ومشروع على الحالة التي وصل اليها البلد، فعوملوا بقساوة شديدة وبطريقة عدائية لا تليق بلبنان وباللبنانيين.
هذا و قد أنشأ عدد من الشباب اللبناني تجمع "طلعت ريحتكم"، في إشارة إلى روائح الفساد التي باتت تفوح في العديد من المجالات ، إلى جانب عدم حل مشكلة "النفايات " التي تعاني منها البلاد منذ منتصف يوليو/ تموز الماضي، للتحول إلى مطالب بإسقاط النظام السياسي.
إن قضية النفايات المتروكة ليست مشكل يتخبط فيها لبنان فقط بل أصبح "موضة " شم الروائح الكريهة في كل البلاد العربية تقريبا و ليس فقط في في شوارع لبنان ، هي فضيحة العصر وأن بعض السياسيين المعروفين منغمسون فيها حتى رقابهم ومع ذلك حكومة " سلام" تتصرف بصلف وعنجهية دفاعا عن أطماع هؤلاء السياسيين....
كان على الحكومة اللبنانية أن تستقيل فورا بعد فشلها الذريع في معالجة هذه القضية أو على الأقل أن يستقيل الوزير المسؤول ولكن هذه الحكومة تصرفت وكأنه ليس هناك شعب وكأنه ليس هناك نفايات تملأ الشوارع.
حركة "طلعت ريحتكم" الهدف منها وضع حد لأكوام القاذورات التي شوهت وجه لبنان الجميل ،لكن لبنان كغيره من البلدان لديه مشاكل لعل أبرزها الخلافات و الانقسامات بين الفرقاء السياسيين في الحكومة اللبنانية .
فالمؤسسات المالية العالمية على وشك تصنيف لبنان كدولة فاشلة، وعليه فان محاسبة المسؤولين عن إطلاق النار على المتظاهرين السلميين مطلوبة .
خاصة و ان دستور لبنان يحمي حق التظاهر وأسباب الاحتجاجات واضحة المعالم و لكن المواطن يبقى دائما هو المسكين و الضحية رقم 1 الذي يدفع الثمن باهظا ، ليس فقط في احتجاجات " طلعت ريحتكم" في لبنان ، بل تقع في بعض البلدان العربية الأخرى .... فريحتنا طالعة من زمان .
وسوم: العدد 630