ستة وستون عاما تمر على قيام جمهوريتها، وانجازات هامة تحققها الصين الشعبية...

يحتفل الصينيون مع بداية هذا الشهر، أكتوبر/ تشرين الأول 2015   بمرور 66 عام على ولادة جمهورية الصين الشعبية، التي أعلن تأسيسها الزعيم الراحل  ماو تسي تونغ من أعلى منصة  بوابة " تيان آن من"  في الساحة الشهيرة التي شهدت أحداث الصين الهامة و الكثيرة .

و في الحقيقة ان ما أنجزته الصين من مشاريع جعلتها تتبوأ مكانة دولية رفيعة  وما تحققه من شعبية عالمية يعود إلى ما أسماه عالم السياسة الأمريكي البروفيسور" جوزيف ناي" بالقوة الناعمة، في مقابل القوة الغاشمة أو الخشنة التي استخدمتها دول كبرى لأخرى.

 والصين في الذاكرة العربية منذ زمن فهي مثال للخير والمحبة والفكر، ومقولة " اطلبوا العلم ولو في الصين"، سواء كانت حديثا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أو كانت قولا مأثورا، فانها تعبر عن حضور الصين في الذاكرة العربية،و في الفكر العربي و الاسلامي  وهو حضور مقرون بصورة تخيلية لبلد فيه علم وصناعة وثقافة و بالتالي حضارة . وقد استمر هذا الحضور عبر العصور مدعوما بما كان يربط الجانبين العربي والصيني من طرق تجارية برية وبحرية قديما، وما ربط بينهما من دعم ومساندة متبادلة في فترة التحرر الوطني في العصر الحديث بعد أن عانى كل منهما من نير الاستعمار والإمبريالية. سيما و ان هذه المناسبة جاءت متزامنه مع احتفالات الصين في 3 من سبتمبر  بيوم النصر بمناسبة الذكرى الـ70 لانتصارها على العدوان الياباني و الحرب العالمية الثانية .

في أول أكتوبر 1949، أقيم احتفال مهيب في ميدان " تيان آن من"  وسط بكين اشترك فيه حوالي 300 ألف من الجماهير بمناسبة تأسيس الدولة. حينها أعلن الرئيس "ماو" أب الصينين  بمهابة : تأسيس جمهورية الصين الشعبية رسميا.و قد أسرعت كل الدول العربية  و في مقدمتهم تونس و المغرب و الجزائر بالاعتراف الرسمي لهذه الجمهورية .

في بداية تأسيس الجمهورية الشعبية، نجحت الحكومة الصينية في إنجاز الإصلاح الزراعي بالمناطق التي تشكل أكثر من 90٪ من المزارعين في البلاد كلها. وحصل 300 مليون فلاح على 47 مليون هكتار من الأراضي. ونجحت الخطة الخمسية الأولى للتنمية الاقتصادية الوطنية التي نفذت في فترة 1953 – 1957، محققة منجزات مدهشة، فبلغت نسبة زيادة الدخل الوطني أكثر من 9ر8٪ سنويا، وانجز بناء مجموعة من الصناعات الأساسية يحتاج إليها التحديث الصناعي احتياجا شديدا ولم يكن لها وجود سابقا، ومنها صناعة الطائرات والسيارات والآلات الثقيلة والدقيقة ومعدات توليد الكهرباء ومعدات التعدين والمناجم وسبائك الفولاذ الممتاز وصهر المعادن غير الحديدية وغيرها.

في فترة 1957 - 1966، قامت الصين بالبناء الاشتراكي على نطاق واسع. فبالمقارنة مع عام 1956، ازدادت الأصول الثابتة للصناعة في عام 1966 ثلاث مرات حسب السعر السابق، وازداد الدخل الوطني 58 ٪حسب السعر الثابت. كما ازدادت كمية إنتاج بعض المنتجات الصناعية الرئيسية عدة مرات أو بضع عشرة مرة. وجرى البناء الأساسي الزراعي والإصلاح الفني على نطاق واسع. والفترة ما بين مايو 1966 وأكتوبر 1976 هي السنوات العشر لـ " الثورة الثقافية الكبرى" التي نزلت فيها أخطر نكسة وأفدح خسارة بالبلاد والشعب منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية.

في أكتوبر 1976، سحقت طغمة جيانغ تشينغ المعادية للثورة وكان ذلك رمزا لإنتهاء "الثورة الثقافية الكبرى"، ودخلت الصين مرحلة جديدة في التاريخ. أعيدت إلى دينغ شياو بينغ الأمين العام السابق للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني كل مناصبه الحزبية والحكومية، وتحت قيادته بدأت الصين تطبيق سياسة " الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي" عام 1979 وتحويل مركز ثقل الأعمال إلى بناء التحديثات.

وبواسطة إصلاح النظام الاقتصادي والسياسي، حددت طريق بناء تحديثات اشتراكية ذات خصائص صينية. منذ تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي، طرأت تغيرات كبيرة عميقة على ملامح الصين. وأخذ يتطور اقتصادها تطورا سريعا ويرتفع مستوى معيشة الشعب ارتفاعا واضحا، وتعد هذه الفترة أفضل فترة من حيث الوضع السياسي والاقتصادي منذ تأسيس الصين الجديدة.و هاهي الصين تواصل مسيرة تقدمها بكل ثبات و ارادة سياسية متطورة من أجل بناء الوطن و جعل الشعب الصيني يعيش في بحبوحة و رغد العيش رغم تعداده الذي ناهز 1.300 مليار نسمة . 

وسوم: 634