إلى متى و الشعب العراقي يعاني الأمرين ؟
شهد العراق مسلسلاً من الأحداث الدموية والأزمات المتواصلة فضلاً عن تفشي ظاهرة الفساد غير المسبوق، ما أدى إلى ضياع وهدر المليارات من الدولارات التي ذهبت إلى جيوب المفسدين من العراقين و غير العراقيين . الأمريكان دخلوا العراق بتعلة محاربة "الارهاب "و لكنهم أتوا بالارهاب بل و صنعوه و هاهي الآن " داعش" تصول و تجول في هذا البلد العربي و في البلدان المجاورة الذي جعلته ممزقا وفي وضع مقلق للغاية .
القوى العراقية أثبتت أنها غير قادرة على إدارة بلدها بالمستوى المطلوب، وبقي المواطن البسيط هو الذي يعاني تردي الوضع الأمني ومن نقص كبير في الخدمات الأساسية و الحياتية و إن شعب العراق يعاني الأمرين و الوضع الاجتماعي ازداد صعوبة وأن معيشة أبناء و بنات العراق ازداد ترديا و هذا يعود إلى مخلفات الحرب اليائسة و البائسة التي ذهب ضحيتها آلاف العراقيين الأبرياء من شهداء سببه هذا الغزو الخارجي وما سببه من تداعيات كثيرة على كل المستويات .وفي الوقت نفسه فإن الكتل العراقية غير منسجمة مع بعضها والسياسيون غير متفقين على برنامج معين يضمن حقوق الجميع ويلقي بالمسؤولية على الجميع . بعد سقوط نظام صدام حسين، و بعد مغادرة الجيش الأمريكي لهذا البلد العربي بلاد الرافدين - ماذا تغير؟
الحكومة العراقية الحالية أو التي جاءت من قبلها لم تنجح في ادارة شؤون البلد و السبب في ذلك أن الكتل السياسية وضعت مصالحها ضمن أولويات عملها، بينما جعلت هذه الكتل المصلحة العليا للبلد ثانوية . لهذا فإن النظام سواء كان برلمانياً أو رئاسياً لا يفرق في الوضع العراقي الراهن، لأن المشكلة ليست بالنظام بل بقصر نظر الكتل التي تقود البلد اليوم ...
عراق اليوم يختلف عن عراق كان قائماً قبل عام 2003 فالنظام السابق كان دكتاتورياً مائة بالمائة وشمولياً بينما اليوم يعيش العراق في ظل نظام ديمقراطي يحترم الحريات، ولكن لسائل أن يسأل أين الديمقراطية و أين الحريات ؟ فالشعب خرج و يخرج في تظاهرات احتجاجية في بعض المحافظات لأسباب عدة أوجدت هذا الوضع الصعب والخانق على عامة العراقيين منها عدم وجود الرؤية الاستراتيجية لدى الحكومة ومؤسسات الدولة، والخلافات السياسية بين السياسيين والطائفية وعدم الولاء للعراق، والتدخلات الخارجية، إضافة إلى الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، والمحسوبية والمنسوبية ما أدى إلى مضاعفات كثيرة، منها التردي الأمني وغياب التطور الاقتصادي والاستثمار والبناء وتوفير فرص العمل للشباب .
ان العراق بلد غني بالثروات النفطية ، وهذا النفط وضعت "داعش " يدها عليه وسرقته و حطمت الآثار التي تمثل حضارة وتاريخ بلاد الرافدين وهذا مخطط رديء لأن العملية السياسية التي أسسها الأميركيون على المحاصصة الطائفية والعرقية، دخلت مرحلة تضارب المصالح الحزبية. ويكاد يجمع المحللون السياسيون على أن المستفيد الأول والأخير هي ايران .
اليوم يرى الكثير من العراقيين أنهم كانوا ضحية لعبة دولية مزقت بلادهم وحاولت تفكيكها وأشاعت مظاهر القتل والعنف والفساد، مما جعلت الدواعش تنمو و تترعرع .
أما على الصعيد الاقتصادي، فالغزو الأمريكي دمر بنية العراق التحتية وقطاعاته الاقتصادية بشكل مباشر نتيجة للحرب وتداعياتها اللاحقة المباشرة أو غير المباشرة، عن طريق السياسات والتدابير والإجراءات التي اعتمدتها إدارة الاحتلال والإدارات التي خلفتها، هذا و يؤكد مراقبون أن ضعف كفاءة معظم مسؤولي أجهزة الدولة الحاليين، وفي ظل قتل أو لجوء الكفاءات العلمية والإدارية إلى خارجالعراق ، أدى إلى تدهور الخدمات، ما يعني استمرار معاناة المواطن العراقي من أزمات الكهرباء والماء الصالح للشرب والوقود والمجاري والبطالة والسكن، و تستمر معاناة العراقي الذي لم يجد أي تحول أو أي تغيير أدى إلى تحسن وضعه و معيشته ...
فالى متى و الشعب العراقي يعاني الأمرين ؟
وسوم: 638