في المخيلة سنوات طويلة مرت
من اجمل المناطق إلي النفس...(حي السكة حديد الخرطومي)، أحس براحة كبيرة عندما أعبره علي قدمي متجهاً شمالاًأو جنوباً..منظر البيوت وهي تلاصق بعضها والبناء الواحد والمشترك لكل البيوت لوحة جميلة تعبر عن وحدة المكان . وتنعكس علي قلوب الناس التي هي مليئة بالحب والوداد...دائماً ما اشعر ان السكة حديد هي توأم الاشلاق..نفس الملامح والشبه..وحتي ابناء السكة حديد الذين زاملناهم في ايام الدراسة بغرب2 او بالاميرية المتوسطة، او حتي الذين التقيناهم في مقبل العمر يحملون نفس جينات ابناء الاشلاق الغربي ،من ناحية السلوك والقيم وحبهم لبعضهم والتحامهم في المواقف والمشاكل.. عالم رحب جميل،،،لا أحكي عن اليوم إنما في المخيلة سنوات طويلة مرت...كم ياتري من البشر سكن تلكم المنازل...كم اجيال ولدت ونشأت ورحلت منها، توزع السكان في بلاد الله الواسعة وبلا شك الكثير منهم يحمل ذكرياته الجميلة السابقة بين جوانحه. اعتقد ان كثير من البنيات الصغيرات تزوجن وانجبن وأسسن حياتهن الخاصة وعوالمهن الاخري وكذلك الاولاد.. تفرق شمل الناس في ارجاء المعمورة..
ملمح البيوت وكل بيت خارجه سور من الفلنكات الخشبية القوية يبعث في النفس راحة...والبناء رغم طول الزمن الا انه يقف شامخا يشهد علي دقة وبراعة الصانع...واشجار النيم الضخمة التي تحيط بالمكان تخلق جو من الحميمية والدعة...والاطفال الصغار يلعبون ويمرحون ،،الشباب يتحلقون حول مواضيعهم الخاصة والتي غالباً ماتدور حول هلال مريخ أو دافوري حيث لا وجود للواتساب حينها، ،، ربات البيوت يتقالدن في حميمية واضحة وكما قال الشاعر سيف الدين الدسوقي(الجار يعشق للجيران من سبب وأحياناً يحبهم جداً بلا سبب)، محور حياة الامهات منذ قديم هو اجتماعي،اساسه الواجب والسترة مع الجيران، الناس مرتاحة والعيشة سهلة... حريٌ بنا أن نذكر الماضي وأن ندع الذكريات تتداعي أمام ناظرنا، فقد (كانت أيام جميلة)، لازلنا وبكثير من الحب والشغف نحن لذكريات الأمس والماضي الجميل...كانت نعم العشرة ونعم الناس...كل الحب لهم ولأبناء غرب قاطبة .السير تشرشون رئيس وزراء بريطانيا فيما بعديقول عن فرسان المهدية الذين أستبسلو في الحروب مع الانجليز(كانو أشجع من مشي علي ظهر الأرض)...وعن مجتمع غرب القديم والسكة حديد ماذا نقول...(كانو اجمل من مشي علي ظهر الأرض …
وسوم: العدد 644