مرضى السيدا ، ومعاناتهم تتواصل مع الحياة ...
الأشخاص الذين يحملون فيروس السيدا في جميع أنحاء العالم ، يتعرضون لأشكال مختلفة من وصمات العار والتمييز ولخطر خسارة وظائفهم حيث ينبذون من مجتمعاتهم و يهمشون ويحرمون من ممارسة حقوقهم الإنسانية وهو ما من شانه أن ينمي لديهم مشاعر الحقد و يضر بنفسيتهم... إن العاملين في المجال الطبي يرفضون حتى لمسهم في بعض الأحيان وفق ما ذكرته منظمة الأمم المتحدة في مسح أجرته مؤخرا... ففي روسيا على سبيل المثال ، يمنع من حق حضانة الأطفال و رفضت السلطات الروسية مؤخرا لملكة جمال روسيا لعام 2005 من حق رعاية أخيها الصغير بسبب إصابتها بالمرض... و تعتبر هذه الممارسات مخالفة للشرعية الدولية لحقوق الإنسان وخاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين حول الحقوق المدنية والسياسية وحول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الصادران عن الجمعية العامة للأمم المتحدة فقد دعا المؤتمر الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر في المؤتمر الدولي ال28 الذي انعقد في جنيف إلى محاربة التمييز ونبذ وصمة العار التى يوصم بها المصابين بمرض السيدا أو الايدز ... وأبدت جميع التزامها بإنهاء جميع أنواع التمييز ضد مرضى السيدا اعتبارا من عام 2003 حتى يعمل مريض السيدا كفرد من أفراد المجتمع يتمتع بحقوقه ويؤدى واجباته ويكفل له المجتمع الرعاية الصحية اللازمة لعلاجه ولمنع نقل المرض للآخرين ووعيا منه بضرورة تجاوز الممارسات المعادية لحقوق الإنسان حث الأمين العام جميع البلدان على إلغاء القوانين والسياسات والممارسات العقابية التى تعيق الاستجابة لمرض السيدا بما في ذلك القيود المفروضة على سفر الأشخاص المصابين مشيرا إلى أن الاستجابات الناجحة للسيدا لا تعاقب الناس بل توفر لهم الحماية التي هم بحاجة لها . وفي هذا الإطار قامت الولايات المتحدة في الثاني من نوفمبر برفع الحظر المفروض على دخول المصابين بفيروس نقص المناعة إلى أراضيها الذى استمر 22 عاما حيث أضافت الولايات المتحدة في العام 1987 مرض السيدا إلى قائمة الأمراض المعدية التى من شانها أن تمنع المهاجرين والطلاب والسائحين والمصابين بها من الحصول على تأشيرات دخول إذا لم يكن لديهم إذن خاص بذلك. وأعرب الأمين العالم للأمم المتحدة عن تفاؤله في ان يكون المصابون بنقص المناعة البشرية قدوة قوية في توجيهنا الى النهج الأفضل للوقاية والصحة والكرامة الإنسانية و على ضرورة الاعتراف بإسهاماتهم وتعزيز مشاركتهم النشيطة في جميع جوانب مكافحة السيدا. و بالرغم من التقدم الذى أحرزته المجموعة الدولية فى التصدى لتفشي فيروس نقص المناعة المكتسبة السيدا ونجاحها فى تحقيق انخفاض فى عدد الإصابات الجديدة بفضل الدعم المادى ونشر الوعي بمخاطره على كافة المستويات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والنفسية إلا انه ما يزال واحدا من الأسباب الرئيسية للوفاة المبكرة على الصعيد العالمي ، زد على ذلك نظرة المجتمع لهؤلاء المرضي التي لم تتغيير و هو ما زاد في مرضهم و ألمهم و خيب رجاءهم و ضاع أملهم في ما تبقى لهم من حياة . ترى و نحيي اليوم العالمي للسيدا هل تتغيير نظرة المجتمع لحاملي فيروس نقص المناعة المكتسبة ...؟ هكذا هم يتألمون و تتواصل معاناتهم مع الحيــــاة ....
وسوم: العدد 644