المالكي على خطى بشار
محمد فاروق الإمام
عندما أفلس المالكي في إيجاد طريقة لإخماد ثورة المحافظات السنية الناقمة على نهجه الطائفي، وإخفاقه في حسم الأمر عسكرياً بهجومه البربري على الفلوجة والرمادي، وفشله في تحقيق أي نتائج على الأرض عندما استخدم أسلوب الأرض المحروقة، لجأ إلى نفس الأسلوب الذي يعمل عليه صنوه في سورية فأوجد الجماعات المسلحة والمتطرفة وفتح لها أبواب الموصل، وأوعز إلى فرقه العسكرية وكتائب أمنه هناك أن تفر وهي بعشرات الآلاف أمام زحف المئات من الجماعات المسلحة، مخلفة الآليات الثقيلة والمدرعة والأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة غنيمة لهذه الجماعات، دون إبداء أي مقاومة أو دفاع عن المدينة ومؤسسات الدولة، حيث تسابق القادة العسكريون إلى إلقاء سلاحهم وتغيير ملابسهم والفرار إلى حيث النجاة بأرواحهم في منظر درامي لم يحدث مثيلاً له إلا عام 1967 في الجولان السوري، عندما أمر وزير الدفاع اللواء حافظ الأسد الجيش السوري بالانسحاب الكيفي من الجولان قبل أن تدنسه أقدام الصهاينة ب 18 ساعة، وكان في مقدمة الفارين قائد الجبهة (محمد المير) وأركان قياداته، ويقال أن محمد المير استولى على لباس أحد الرعاة وعلى حماره ليتمكن من الفرار وقد أعطى الراعي سلاحه الفردي ولباسه العسكري ثمناً لما أخذ منه.
بشار الأسد عندما أخفق في إخماد الثورة وقد ألحق الثوار به وبفرقه العسكرية وآلته الحربية الجهنمية الهزائم تلو الهزائم أشار عليه مستشاروه القادمون من موسكو وقم أن يخترع وجود الجماعات الإسلامية المتطرفة ويكسبها ثوب الإرهاب، المادة التي تجعل فرائص الغرب وأمريكا ترتعد عند السماع بها فتتحول 180 درجة في تفكيرها وردة فعلها فتقف إلى جانب الجلاد في مواجهة الضحية، وهذا ما حصل بالفعل في سورية حيث يقف الغرب وأمريكا والمجتمع الدولي متفرجاً على ما يفعله بشار الأسد بسورية وبشعب سورية وما يسفك من دماء لا تجف منذ أكثر من ثلاث سنوات بحجة الخوف من الجماعات التكفيرية والمتطرفة والإرهابية وهم يعلمون علم اليقين أنها من صنع وفبركة نظام دمشق.
واليوم المالكي يلجأ إلى نفس الأسلوب ويخترع الجماعات التكفيرية والمتطرفة والإرهابية ليستجدي الغرب وأمريكا لتقديم الدعم له ولحكومته الطائفية كي تقف على قدميها في مواجهة ثورة المحافظات السنية المؤيدة من الأحزاب والجماعات الشيعية العربية التي أدارت ظهرها للمالكي وعرفت ما يخطط له المالكي، الذي يريد أن يجعل من العراق بلداً فارسي الهوى ليستقيم الهلال الشيعي ويتخطى بغداد إلى سورية ولبنان كما تحلم طهران وتعمل على ذلك بإصرار لا تراجع فيه.
أوباما أعلن عن تأييده السريع للمالكي ودعم حكومته في مواجهة الإرهاب والجماعات المسلحة التكفيرية المتشددة، معلناً عن خوف أمريكا من هذه الجماعات التي باتت تشكل خطراً على أمريكا، معرباً عن خوفه من تكرار سيناريو البرجين في نيويورك، وهذا الموقف إن دل على شيء فإنما يدل على غباء هذا الرئيس وغباء فريقه الأمني، وكان الأجدر به أن يعلن أن حكومة المالكي حكومة طائفية فاشلة، وأن عليها أن ترحل وتتيح الفرصة لحكومة تكون جديرة بالبقاء والاحترام، تنتمي إلى العراق وعروبته، وتتلقى الأوامر من البيت العراقي الوطني، الذي يجمع العراقيين بكل أعراقهم وأديانهم وطوائفهم ومذاهبهم، لا من قم وطهران والمرجعية السيستانية.