المشهد الإسلامي بحاجةٍ إلى مقاربةٍ واقعية وعقلانية لتفكيك مفردات الأزمات المستفحلة ورسم خارطةٍ متفائلة للمستقبل
خبر صحافي
في أفق انعقاد القمة الإسلامية الثالثة عشرة في إسطنبول
جدة (المملكة العربية السعودية)، 14 جماد الآخر 1437 ـ 23 مارس 2016
معدودة هي الأسابيع التي تفصل الأمة الإسلامية عن التئام قياداتها في إطار الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والتي تستضيفها جمهورية تركيا في مدينة إسطنبول خلال الفترة 10 ــ 15 إبريل 2016.
وبهذه المناسبة، أبرز الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، السيد إياد أمين مدني أن القمة الإسلامية في دورتها الثالثة عشرة تحت شعار "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام"، تنعقد في ظل ظرفية استثنائية دقيقة وعصيبة٬ إقليميا ودوليا، موضحا أن "التحديات الجسيمة التي تواجه الدول الإسلامية والتحديات الأمنية والتنموية الحالية تقتضي منا تبني مقاربة تضامنية ومتجانسة للتعاطي معها بشكل فعال."
وأردف مدني أن احتواء رقعة الأزمات رهينٌ بالانتقال إلى نهجٍ جديدٍ يؤطر علاقات الدول الأعضاء في المنظمة على أسسٍ ثابتة ومتينة، وذلك من خلال تجاوز الخلافات الظرفية وتكريس المصالح المشتركة والالتزام بما جاء في ميثاق المنظمة.
وأضاف الأمين العام أن منظمة التعاون الإسلامي منخرطة بشكل جدي في المساعي الإقليمية والدولية الرامية إلى إيجاد حلولٍ للنزاعات التي تطال بعض البلدان الإسلامية٬ مثل سوريا والعراق ومالي والصومال وأفغانستان وغيرها، مع الحرص على إبقاء القضية الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني في قمة أولويات المنظمة باعتبار قضية فلسطين تشكل جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
واعتبر مدني أن تفشي آفتي الإرهاب والتطرف في العالم الإسلامي وخارجه يستدعي، في آنٍ واحد، تفكيك الخطاب المتطرف والمحرض على العنف، والتعاطي الفعال مع المسببات الجذرية لهذه الظاهرة المقيتة، مشيرا إلى أن منظمة التعاون الإسلامي تضطلع بدورٍ طليعي في سبيل نشر التنوير وقيم الوسطية في المجتمعات الإسلامية. وأضاف أن هذا الدور يكتسي اليوم أهمية متزايدة في سياق إطلاق مركز للاتصال تابع للمنظمة يروم مواجهة خطاب التطرف والتعصب.
ومن المتوقع أن يتخذ قادة العالم الإسلامي في القمة المرتقبة قرارات ومبادرات عملية تسعى إلى النهوض بالعمل الإسلامي المشترك٬ والارتقاء بالدور المناط بمنظمة التعاون الإسلامي على الساحتين الإقليمية والدولية٬ بما في ذلك برنامج عمل عشري طموح يمتد إلى عام 2025، ويهدف إلى تعزيز آليات عمل المنظمة وتفعيل سياساتها الرامية إلى إحلال السلم والاستقرار والتنمية الإنسانية في أبعادها المختلفة على امتداد ربوع العالم الإسلامي.
جدير بالذكر أن انعقاد القمة الإسلامية سيتم عقب انعقاد اجتماعات تحضيرية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء ومستوى كبار المسؤولين، ويُرتقب أن يصدر عن القمة الإسلامية بيان ختامي وإصدار إعلان إسطنبول.
وسوم: العدد 660