أوسمة العار والشنار
وزع مجرم الحرب بوتين على طياريه أوسمة العار والشنار الذين أمضوا مناوراة تدريبية حقيقية مغموسة بالدم في سماء سورية لنحو ستة أشهر، تفوقوا فيها على ذيل كلبه بشار قتلاً وتدميراً وخراباً وتهجيرا لشعب سورية الصابر والمصابر. وقد جرب هذا المجرم الأفاك كل ما لدى ترسانته الحربية من أسلحة الدمار والقتل الحديثة المحرمة دولياً، من قنابل فراغية وعنقودية وفسفورية وصواريخ عابرة، قتلت الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة ودمرت المساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات ومؤسسات الدولة والبنى التحتية وبيوت المدنيين في كبريات المدن والبلدات والقرى السورية.
هذا المجرم الذي لم يخجل من نفسه عندما رد على إحدى الصحفيات في مؤتمره الصحفي السنوي الارتجالي الذي عقده في موسكو بكلام يفتقر إلى الحد الأدنى من الإنسانية.
الصحفية: "سيدي هل نحن (دولة روسيا) قادرون على تحمل تكاليف التدخل العسكري في سورية لدعم النظام السوري؟".
الإرهابي بوتين يجيب بكل وقاحة وصفاقة: "أستطيع أن أقول لك إننا نقوم بتدريب قواتنا على مناورات عسكرية على استخدام مختلف أنواع الأسلحة وبشكل واقعي على الأرض، ولم نكن لنجد ساحة للتدريب على مناورات كهذه بتكاليف أرخص".
لقد استرخص هذا السفيه المتغطرس الدم السوري ليجري عليه تجارب ما تفتقت أذهان مجرميه وقتلته من هواة سفك دماء الشعوب من أسلحة الموت والتدمير في سورية التي حملت مشاعل النور والحضارة والمدنية للعالم قبل عشرة آلاف سنة، في الوقت الذي كان فيه الروس يتحممون بالتراب ويتغذون بلحاء الشجر وأذناب الخنازير ويسكنون المغارات والجحور.
التاريخ يعيد نفسه فقبل ألف عام تقريباً أغرى الخائن (ابن العلقمي) وزير المستنصر العباسي الشيعي الحاقد (هولاكو) ليغزو بغداد عاصمة الدنيا وقبلة الرقي والحضارة والمدنية ليستبيحها ففعل بعد تردد، وقتل فيها ما يزيد على مليون إنسان ودمر بغداد واستباح كل ما يدل على رقيها وحضارتها من كتب ودور علم وثقافة ومساجد.
وقبل ألف وخمسمائة سنة باع (ابن رغال) نفسه ل(أبرهة الحبشي) ليدله على الطريق إلى مكة المكرمة ليهدم كعبتها قبلة المسلمين ومهفى أفئدتهم.
واليوم ظهر في بلاد الشام دجال مأفون دموي النزعة سادي الهوى توسل إلى المجرم بوتين ليحول دون دق آخر مسمار في نعشه، وقد أنهكته الحيل لنحو خمس سنين في التغلب على الشعب السوري وقهره، وقد فعل فيهم الأفاعيل.. فعل فيهم ما لم ترو مثيلاً له بطون كتب التاريخ وعلوم المجتمع وأحوال الأمم. فقد قتل هذا المأفون المتنمر من شعبه ما يزيد على نصف مليون إنسان، معظمهم من الأطفال والنساء والعجزة والشيوخ، وغيب في سجونه وأخفى ما يزيد على هذا العدد، وهجّر أكثر من سبعة ملايين سوري إلى خارج الوطن، وأجبر أكثر من سبعة ملايين آخرين على النزوح من بيوتهم بحثاً عن مكان آمن هرباً من براميل الموت المتفجرة التي أمطرهم بها، ودمر معظم المدن والبلدات والقرى السورية، بما فيها من دور عبادة ومستشفيات ومدارس ومؤسسات وبنى تحتية وآثار تاريخية، استعان خلالها بميليشيات شيعية حاقدة من إيران والضاحية الجنوبية والعراق وباكستان وأفغانستان، ولما شعر أنه بات قاب قوسين أو أدنى من نهايته، استصرخ المجرم بوتين الذي لم يتأخر في تلبية ندائه، فسارع إلى سورية التي باتت أقرب إلى التحرير الكامل من قبضة ذيل كلبه بشار، رامياً بأحدث ما أنتجته الترسانة العسكرية الروسية من أسلحة الدمار والقتل، لينفذ في سورية ما نفذه في الشيشان من سياسة الأرض المحروقة، ويوقف تقدم الثوار ويحقق تراجعاً للثوار في بعض المناطق لمصلحة النظام وشيعته، الذين جاؤوا لنصرته من كل فج عميق ليحولوا دون سقوطه.
وبعد ستة شهور دموية وجد بوتين نفسه أنه يكاد يغوص في وحل المستنقع السوري دون أن يحصد أي ثمار لكل ما قام به من قتل وتدمير، وقد أخفق ذيل كلبه من استثمار كل ما قدم له، تؤرقه ذكريات الهزيمة المنكرة التي لحقت بأسلافه في أفغانستان، فاتخذ قراره المفاجئ بسحب قواته من سورية على عجل ودون سابق إنذار أو تفاهم أو استشارة مع حلفائه في سورية وإيران وإسرائيل، طامحاً إلى حفظ ماء وجهه الذي تجمدت ذراته على محياه وهو يستقبل طياريه ويمنحهم أوسمة العار والشنار.
وسوم: العدد 660