مَن الخاسر الأكبر؟ السّنة أم العلويون؟
في حساب المصائب.. مصيبة الأكثرية (أي المسلمين السّنة) في سورية، أهون بمراحل من مصيبة العلويين، لثلاثة أسباب:
1- شهداؤنا متوزّعون بين مختلف شرائح المجتمع.. شباب.. شيوخ.. نساء.. أطفال.. بل إن كثيراً من المجازر اقتصرت على النساء والأطفال، ما يضمن توازياً - معقولاً - في بِنية المجتمع المسلم السّني..
بينما يكاد ينحصر قتلى أبناء الطائفة العلوية في فئة الشباب، ما يُنذر بكارثة مجتمعية وسط الطائفة، ستظهر نتائجها قريباً، وستنتعش - تبعاً لذلك - عادةٌ قديمة ألِفوها قبل هيمنتهم على السلطة في سورية، وهي بيع بناتهم وأعراضهم في الأسواق، مع انعدام الشرف والفضيلة أصلاً في صفوف كثير منهم.
2- المحنة التي وقعت بالمسلمين السّنة أكثرَ من غيرهم، دافعٌ قويّ للتميّز العلميّ والعمليّ، شهدنا بعضَ مؤشراته - سريعاً - في صفوف بعض مَن هاجروا إلى الغرب هرباً من إجرام عصابة الأسد.. (وليس هذا غريباً أو جديداً، فالفلسطينيون مثلاً هم أقلّ الشعوب العربية في نسبة الأميّة، رغم محنة الاحتلال واللجوء والمخيمات).
بينما سيبقى معظمُ أبناء الطائفة العلوية كالأبقار السائمة التائهة، بعد أن ستفقد مَن كان يعلفها علف الدّوابّ لمصلحته الخاصة، ومَن تعمّد تجهيلَ أبنائها، ليكون أقصى حُلم ومَنال شبابِها، مَنصبٌ أمنيّ - لا يُشترط فيه حتى معرفة القراءة والكتابة - يتيح لهم التغوّلَ على الخلق وابتزازَهم والتكسّبَ من معاناتهم، ويقوّي شوكة مملكة الرعب والصمت الطائفية.
3- نؤمن بعدالة قضيّتنا، ومشروعيةِ مَطالب ثورتنا، وضمائرُنا مرتاحة لصدق نوايانا تجاه كلّ مكوّنات شعبنا، وقلوبنا معلّقة بالسماء، نحتسب شهداءنا، ونكمل مسيرتنا..
بينما هم.. يدركون انحطاطَ أهدافهم ووسائلهم (الاغتصاب والقتل والتعذيب والتعفيش)، ويعرفون هَوان قِيمتهم عند أسرة الأسد، ويُوهمون أنفسَهم بأن قتلاهم شهداء!
وصدق الله العظيم: "إنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ وَكانَ اللهُ عَليماً حَكِيماً"..
وسوم: العدد 661