مجزرة صهيونية بمناسبة رمضان المعظم
في الخامس من رمضان عام سبعة وستين وثلاثمائة وألف من الهجرة، الموافق للحادي عشر من يوليو سنة ثمان وأربعين وتسعمائة وألف، ارتكبت وحدة كوماندوز صهيونية بقيادة الجنرال موشيه ديان بطل حرب يونية 1967م، ارتكبت مجزرة في مدينة اللد بفلسطين، حيث اقتحمت المدينة وقت المساء - تحت وابل من القذائف المدفعية – واحتمى المواطنون من الهجوم في مسجد دهمش، وقتل في الهجوم 426 فلسطينياً.. بس.
ولم يتم الاكتفاء بذلك، بل بعد توقف عمليات القتل اقتيد المدنيون إلى ملعب المدينة، حيث تم اعتقال الشباب، وأعطي الأهالي مهلة نصف ساعة فقط لمغادرة المدينة سيراً على الأقدام – دون ماء أو طعام - ما تسبب في وفاة الكثير من النساء والأطفال والشيوخ، ولا تعليق.
وكان لهذا الإرهابي المجرم دور في الحروب التالية خصوصاً في 56، و67 ضد مصر، وقد نشرت جريدة دنيا الوطن الإلكترونية وثيقة فيها الطرافة، أحب أن أسجلها هنا كما وردت:
كشفت وثيقة أرشيفية تتعلق بالعدوان الثلاثي على مصر عـام 1956م سمـح الجـيش الإسرائيلي مؤخراً بنشرها عن رسم أولي تقريبي لخطة تقدم القوات الإسرائيلية في عمـق صحراء سيناء قام به رئيس الأركان في ذلك الوقت موشي ديان.
وأضافت صحيفة "هاآرِتس" الإسرائيلية التي نشرت صورة الوثيقة أن رئيس الـوزراء، ووزير الدفاع ديفيد بن غريون طلب من مدير عام وزارة الدفاع آنذاك شمعـون بيريـز، ورئيس الأركان موشي ديان - بعد انتهاء اجتماع تنسيقي بين إسرائيل وفرنسا وبريطانيا، جرى قبل ستة أيام من بداية العدوان، في ضاحية سيبر الباريسية - الإجابة عـن عـشرة أسئلة، تتعلق بدور إسرائيل في العملية العسكرية المقترحة، معرباً عن رفـضه أن تتحـول إسرائيل إلى دولة مرتزقة تقوم بمهام غيرها وهي بالتأكيد ليست مرتزقة، بل لصة مجرمة إرهابية صهيونية متطرفة..
ونقلت الصحيفة عن شمعون بيريز قوله: توجهت أنا وموشي ديـان إلى أحـد الفنـادق، وتركنا بن غوريون في فيلة سبير، حيث يعقد الاجتماع التنسيقي، ليأخذ قسطاً من الراحة، وسهرنا طوال الليل؛ في محاولة لإيجاد صيغة ترضي بن غوريون، وتجيب عن أسئلته.
وفي صباح اليوم التالي توجهنا إلى مقر بن غوريون وأردنـا أن نـشرح لـه الخطـة العسكرية. ولعدم توفر خارطة لشبه جزيرة سيناء أخرجت قصديرة علبة سجائر الكنـت التي كنت أدخنها، وقام موشيه ديان برسم خارطة سيناء، وحدد بثلاثة أسهم مسار تقدم القوات الإسرائيلية.
وأضاف بيريز أنه قام بتوقيع الوثيقة "ورقة علبة السجائر" وطلب من بن غوريون التوقيع عليها أيضاً. ولم يظهر توقيع موشي ديان على تلك الوثيقة التاريخية!
وأشار بيريز إلى قيامه بتسليم الوثيقة الأصلية إلى متحف الجيش الإسرائيلي، مبرراً ذلـك بقيام الجيش بنشر الوثيقة على ورق مروس باللغتين العبرية والفرنسية، وليس على علبـة السجائر وقال: "هذه صورة عن النسخة الأصلية التي سلمتها لمتحف الجيش".
طبعاً نحن في هذا الباب أدق وأفهم، ندمر كل وثائقنا بحريق مفتعل، ويأخذها صحفي كبير نافذ كأنها (مال اللي خلفه)، ونهديها للأصدقاء في صورة آثـار قديمـة بحجـم المـسلة، والمومياء، والتمثال اللي مش كبير قوي، أو نفرمها كما فعل مجرمو أمن الدولة ؛ باعتبار أن هذه الأشياء لا تساوي ورقة علبة سجاير كان بيدخنها الشيطان بيريز.. وسلامة تاريخنـا ألف سلامة!
ومن مأثوراته أنه بعد أن استخدم عام 67 نفس الخطة المشار إليها في 56 فسخر منـه بعض القادة الصهاينة، متهمينه بالثقة الزائدة وتكرار نفسه، فقال لهم:
إن العرب - يقصد عرب اليوم - لا يقرؤون، وإذا قرؤوا فهم لا يفهمـون، وأزيـد على كلامه: ولو فهموا فهم لا يتأثرون، ولا يتحركون!
وسوم: العدد 674