هذا اﻹرهاب العابر للحدود...ألا يمكن مواجهته وكشف الجهات الداعمة له؟
في العيد الوطني الفرنسي(14تموز/جويليه/يوليو الجاري) قام معتوه فرنسي ذو أصل تونسي بارتكاب مجزرة مروعة في مدينة نيس الفرنسية، أسفرت عن قتل 84 شخصاً، وإصابة عشرات آخرين، جروح كثيرين منهم خطرة، كثيرون من الضحايا عرب مسلمون، وقبل أيام قلائل مضت كانت جريمة مطار أتاتورك في إستانبول، وقتل عشرات الناس، وبعد ذلك بأيام كانت جريمة تفجير إرهابي قبل أذان المغرب، في إحدى ساحات المسجد النبوي الشريف حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، في شهر رمضان المبارك الفائت، وقد اسفرت عن مقتل أبرياء وجرح آخرين، وقبل ذلك جرائم إرهابية مماثلة في مدن تركية وفرنسية وبلجيكية وتونسية أخرى، أسفرت عن قتل العشرات من المدنيين وترويع اﻵمنين والسواح، واستهداف قطاع السياحة، والتضييق على الحريات، ومحاولة تغيير السياسات التي تنتهجها هذه الدول فيما يخص بعض قضايا الشرق اﻷوسط ونخص منها الموقف من الثورة السورية.
إننا في الوقت الذي ندين هذه الجرائم اﻹرهابية بأقسى العبارات، ونتعاطف مع ذوي الضحايا، ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل، ونطالب بإنزال أقسى العقوبات بالإرهابيين المجرمين ليكونوا عبرة لكل معتبر، مع المسارعة إلى سدّ الثغرات اﻷمنية التي يستفيد منها اﻹرهابيون، فإننا نسأل ومعنا كل متعاطف مع هذه الدول التي تتعرض للإرهاب المتوحش المنفلت من عقاله:
1- من المستفيد من هذه الجرائم اﻹرهابية؟ وبالتالي من يقف وراءها؟
2- لماذا تركيا وفرنسا والسعودية على وجه الخصوص وليس غيرها هي التي تتعرض لهذه الجرائم اﻹرهابية المتكررة؟ بمعنى آخر: لماذا الدول الصديقة للشعب السوري وللثورة السورية هي التي تستهدف بهذه العمليات اﻹرهابية، وليس غيرها من تلك المعادية للثورة السورية، مثل إيران وروسيا؟
3- لماذا تنظيم داعش اﻹرهابي، العدو اﻷول للثورة السورية، صنيعة المخابرات اﻷسدية واﻹيرانية وأطراف أخرى لا تخفى، هو الذي يبادر إلى تبني هذه العمليات اﻹجرامية في كل مرة؟
هل نجافي الحقيقة إن ربطنا بين داعش وإيران وروسيا وهذه العمليات اﻹرهابية وساحاتها؟ بل هل يجوز تجاهل هذه العلاقة بين أعداء الثورة السورية وتكامل اﻷدوار القذرة بينهم في الدول الصديقة للثورة السورية؟
4 –إن هذه الفئة المارقة الباغية التي تتسمى زورا وبهتاناً بالدولة اﻹسلامية "داعش"لا تمتّ للإسلام بصلة، بل إن معظم ضحايا عملياتها اﻹجرامية من المسلمين أهل السنّة، وحتى في أوربا، في الساحات التي تمارس إرهابها، فإنها تستهدف اﻹسلام والمسلمين فيها، من خلال تشويه صورة اﻹسلام، وتأليب الشعوب اﻷوربية على كل ما يتصل باﻹسلام وأهله من قريب أو بعيد، وتأجيج صراع الحضارات بدل التشجيع على الحوار بينها، ولذلك فإن إلصاق صفة اﻹسلام بهذه الممارسات ليس من العدل واﻹنصاف في شيء.
إن من العبث وإضاعة الوقت اﻻنصراف إلى معالجة اﻵثار الجانبية للمرض وترك المرض نفسه، إن العالم لن يهدأ ويسوده السلام والاستقرار إلا بالقضاء على الجهات الصانعة والداعمة لداعش اﻹرهابي، العصابة اﻷسدية في دمشق، بتسليح الجيش الحر وتقويته، فهو الكفيل بالقضاء على اﻹرهاب واجتثاثه من جذوره.
جبهة العمل الوطني لكرد سورية
16تموز/يوليو2016م
وسوم: العدد 677