نائل البرغوثي وسجل الناخبين
لن أمل الحديث عنه في كل مناسبة لما تمثل هذه القامة السامقة من رمزية في حالة النضال الفلسطيني ، فهو الذي ما زال رابضا في أصفاده ، وخلف أسوار السجن العالية وتحت نير عدو لا يرحم يتعامل معه كرقم ، إنه نائل البرغوثي يا قوم الذي تجاوزت سنون أسره الخمسة والثلاثين عاما .
وهنا أريد أن أتحدث عن رمزية نائل البرغوثي في ذاكرة الفلسطيني الذي ما زال مقاوما يرابط على خط النار يحمل في ذاكرته صورة ذلك الشاب الفلسطيني الذي قرر أن يدافع عن وطن محتل فكانت نتيجته الأسر ، ونسيه قومه كل هذه العقود خلف أسوار السجون في دهاليز الموت التي صممها هذا المحتل لمن أراد السير على درب نائل .
لن أتحدث هنا عن نائل البطل والأسير الذي حرر في وفاء الأحرار بعد ثلاثة وثلاثون عاما من السجن وأعاد الاحتلال اعتقاله في تنكر واضح للصفقة التي وقعت مع المقاومه ، ولكني سأتحدث عن نائل القضية وسأربطه بحدث يتم الحديث عنه في الساحة الفلسطينية بشكل كبير ألا وهو الانتخابات البلدية والمجالس المحلية .
تخيلوا معي يا قوم أن نائل الأسطورة تخلو سجلات الناخب الفلسطيني من ذكر إسمه فالمواطن المناضل نائل لا يحق له الانتخاب ولا اسم له في هذا السجل ليس هذا وحسب بل لا يحق له أن يضع اسمه في هذا السجل ولا أن يعبر عن رأيه في اختيار من يدير شؤون بلدته ومدينته وبلده وهو الذي قضى جميع عمره مدافعا عن هذه الأرض .
عجيب جدا أن نتعامل مع الإنسان الأسير أنه ميت غير حاضر (مش موجود) وأن نساهم بقصد أو بغير قصد بتغييبه ، فمن هذا الذي قال أن الأسرى لا يحق لهم الإنتخاب ولا يحق لهم المشاركة في اختيار من يدير البلد ومن منا جميعا دفع الثمن بالقدر الذي دفعه هؤلاء ، ومن يحق له ان يلغي اسمه من سجل الناخبين.
إشراك هؤلاء الأسرى في العملية الإنتخابية هو أمر ضروري نؤكد من خلاله على حضورهم ونهزم المحتل الذي يريد أن يسلخهم عن واقعهم .
تضمين قوائم الانتخابات لأسماء الأسرى وإجراء عملية تصويت لهم ليس بالأمرالصعب بل على العكس سهل وسهل جدا والألية ليست بالأمر المستحيل إذا ما كان هناك إرادة سياسية لدي القيادة الفلسطينية لإشراك هؤلاء الأسرى في العملية الإنتخابية .
تخيل شعور ذلك الأسير التي تأتي له قيادته تستشيره بإنتخابات وتقول له صوتك مهم من تريد أن تنتخب ، تأكد تماما أننا حينها سنعيد الإعتبار لهذه القضية والأهمية لهذا الإنسان الذي غاب كل هذا الوقت وهذه العقود داخل السجون اليوم يشارك في صنع القرار .
بتقديري الخاص آن الأوان أن يسلط المثقف الفلسطيني الضوء على قضايانا المركزيه وأن نطلق من هذه اللحظة حملة نطالب من خلالها السلطة الوطنية الفلسطينية العمل على إدراج هؤلاء الأسرى بسجل الناخبين والعمل الجاد على تسهيل أمور السماح لهم بالإنتخاب والمشاركة في سنع القرار .
ومن هنا أطالب الجميع بالإعلان عن حملة ضخمة لإشراك الأسرى في العملية الإنتخابية لما للأمر من أهمية نفسية ومعنوية للأسرى وتسليط الضوء على قضيتهم بطريقة حضارية ، تحت شعار من حقهم المشاركة والتصويت ، والعمل لإقناع المسؤول الفلسطيني على أهمية هذه الخطوة .
ختاما آمل أن تلاقي دعوتي هذه إسنادا حقيقيا وجادا من كل الناشطين الفلسطينيين والعمل على ترجمتها بشكل يليق بنضال ومقاومة هذا الفلسطيني المعتقل والمغيب والذي يتألم من غيابه ونسيانه من قبلنا كفلسطينيين .
وسوم: العدد 678