شخوص عبر السنين....

الخرطوم الثانوية تميزت بضبط ايقاع الحياة فيها دراسيا ورياضيا واجتماعيا ..كان حسن الكلم والسعى الى الامتيازديدنها.. ومكارم الاخلاق مسعاها والعلم وألأدب". كل من عملوا فيها..معلمين عاملين وموظفين اودارسين فى نهار او مساء لا اعدو الحقيقة لو قلت انهم كانوا من الاخيارالذين جعلوا من شعار"لا تؤجِّل عمل اليوم الى الغد - Do it Now هو القاسم المشترك الاعظم بينهم جميعا..لم يكن دور المعلمين وهم محور العملية التربوية والتعليمية ليكتمل ويؤتى ثماره المنتظره ألآ بعون من الموظفين وكرام الرجال من العاملين..والكبارمن طلابها الغر الميامين.. تعاقب اثنان من الموظفين على تولى الشؤون المالية والمحاسبية .. فتح الله محمد احمد.. ابن جنوب امدرمان وسكرتيراحد نادييها العريقين المورده(البكباشى حمدالنيل ضيف الله)و ابوعنجه الرياضى.(فتح الله) رحمهما الله فى اعلى عليين. خلفه فى يوليو1960 "العم" شكرالله الذى كان شعلة من النشاط داخل مكتبه وخارجه بين العاملين رغم تقدمه فى السن,. اما ثالثهما فقد كان شابا فى مقتبل العمر.. عمل لفترة من الزمن كاتبا وطابعا على الآلة الطابعة الانجليزية فى "ديوان وقلم" مدرسة خورطقت قبل انتقاله الى الخرطوم الثانوية فى عام 1958. اما العاملون فقد كانوا هم الايدى اليمنى لنظّار المدرسة ونوابهم وللمعلمين جميعا.. فاضوا كرما وحماسة وتفانيا فى نقاء صدور وصفاء سريرة.. نذروا انفسهم لخدمة الطلاب .. كان كبار السن منهم أباء لصغار الطلاب واخوة لكبارهم وللمعلمين الذين بادلوهم احتراما باحترام .. ومودّة بمثلها .. شيخهم محمد احمد..كانت طيبة نفسه تشع من وجهه وهو يسارع الى تلبية كل نداء والى القيام بنفسه بما يطلب اداؤه فى كثير من الاحيان دون ان يكلّف احدا من رفاقه العاملين اذا كان هو الاقرب الى موقع النداءاو مكان تنفيذ المهمة .. لم يكن يتعالى على اى من زملائه الذين كان يشاركهم بنفسه ويتقدمهم لاداء كل صغيرة اوكبيرة.لآ يكتف بتوجيه اى منهم بالقيام بما طلب عمله. كانوا جميعا مضرب المثل فى انضباطهم فى الوصول الى المدرسة فى مواقيت عملهم وانجاز كل متطلبات اليوم الدراسى قبل بدايته. ما شهدنا لمحمد احمد غيابا او تاخيرا..وكان قسم السيد.. مع محمد احمد من اوائل من تم تعيينهم فى المدرسه. كان فسم السيد على الدوام اكثر رفاقه انفراجا اساريريا..طلق المحيّا والمسارع لأداء ما يطلب منه فى التو والحين .. سعدت بلقائه فى عام 1976 وظل هوّ (هو قسم السيد) ذات نفسه كما عهدته قبل ستة عشر من السنوات تفانيا وتجرّدا وحركة دائبة وقد اسندت اليه قيادة زملائه العاملين بعد توقف محمد احمد عن العمل. طول مدة بقائه فى المدرسة جعله مرجعا لتاريخ المدرسة وموروثاتها يذكردقائق احداثها ويسترجع ذكرياتها وبما حفلت به من نوادر ومشاكسات طلابها عبر السنين.. يذكر اسماء من تولوا قيادة العملية التربوية من النظار ومعلمى كل مادة فردا فردا وسنوات عملهم مترحما على من انتقلوا الى دارالخلود والقرار. ورحم الله فى الفردوس الاعلى احمد اميرى الشاب الخلوق الحيى الذى كان يتلقى ما يطلب منه اداؤه فى هدوء وسكينه وحياء منقطع النظير ثم ينطلق فى خطوات متسارعة وهو خفيض البصر...ورحم الله فى اعلى عليين رجب عثمان الذى تفانى فى خدمة الاستاذ محمد احمد عبد القادر ومكتبه حتى بعد تقاعده وانتقاله الى داره فى مدينة امدرمان مما حرم طلاب الداخلية من الاستماع الى ما كان يرسله رجب من انغام موسيقية من "صافرة" حديدية ظلت تلازمه منذ ان جاء فى معية الاستاذ محمد احمدواسرته من خور طقت..كان يطرب نفسه ويُطرب الآخرين وهو فى غدوه ورواحه فى ساعات المساء ..كان رجب ضاحكا على الدوام حتى ليُّظَن انه يضاحك نفسه ربما طربا وانتشاء بانغام صافرته..وانتقل الصول يوسف (عليه فيض من رحمة الله)الى رحاب ربه.. ميقاتى المدرسه و"تعلمجى" الفرقة العسكرية المثال النادرللانضباط فى اسمى مراتبه.. ولا بد من تذكارالعم احمد عيد الذى كان يبدو فى عنفوان الشباب على الرغم من تقدم سنه.. ورحم الله الزين.. الذى رغم نحول بنيتة الجمسمانية وما اشتعل راسه من بياض ناصع الآ ان قوة تحمله ودوام حركته كانت تفوق كل تصور..فهوصاحب(الاسم المنطبق على الصفة) ورحم الله كل الذين انتقلوا الى رحاب ربهم ممن كانوا فى صفوف اولئك الكرام من الرجال الذين تراوح عملهم بين اِعداد الطعام وخدمة الطلاب قبل واثناء وبعد ساعات تناولهم الوجبات وهم الذين احبوا الخرطوم الثانوية وطلابها وجعلوهم فى حدقات عيونهم وحملوا لمعلميهم اقدارا عظيمة من الاجلال والاكباروكانوا جزء لا ينفصم من نسيج المؤسسة التعليمية الشامخة وتظل ذكراهم حية متقدة فى نفوس طلابها والاحياء من معلميها عبر الازمان والدهور..

الحديث عن طلاب الخرطزم الثانوية يطول..انهم من كانوا(Always Hitching their Wagons to the Stars ) المعلقين آحلامهم وآمال اهليهم بالثريات ورابطينها بالمعالى وسامق القيم والمكارم..رحمة الله على من انتقل منهم الى رحاب ربه فى ميعة الصبا وريعان الشباب.وواحرّها من ذكرى عند تذكارسيرة المرحوم بابكرعبد السلام (سكوب) ابن الكرام من اهل ودمدنى الغُر الميامين.. اهل العلم والدين وتعليم القرأن ..خفيف الظل.. الضاحك الممراح ..الساخر حتى على قِصَر قامته.. دائب الحركة بين مشجعى ومؤازرى فريق كرة القدم وهو من كان صديقا صدوقا واخا لكل من درس معه فى فصل او سكن معه فى الداخلية..ورحم الله بابكر الامين الذى غادر الدنيا الفانية وهو المتطلع الى الانطلاق فى فضاءات الحياة الواسعه واسأل الله الغفار الرحيم ان يتقبّل تاج السر حسن الشيخ وزهيرعبداللطيف بيومى ورفاقهم من العسكريين عصمت حسن ولفو ومروان الفاضل فى اعلى الفراديس.. ولا نملك ايها الاخوة من استعيد معكم ذكريات ذلك الصرح العظيم الذى لم تبق منه فى نفوس ووجدان من لا يزالون وما ينفكّون يحفظون تاريخه ويظلون يحملون له اجمل الذكريات مع الصورة الحية والذكرى المتقدة بعد ان اضحى اثرا بعد عين. لا نملك الآ ان نرفع جميعا اكفّنا ضارعين ان يرحم الله رفاقكم ومعلميكم ويتقبلهم جميعا قبولا حسنا بين الصديقين والشهداء..

ولن اعدو الحقيقة ان افضت فى الحديث عن تفوّق اولاد الخرطوم الثانوية دراسيا واجتماعيا ورياضيا.. كانت جامعة الخرطوم والمعهد الفنى ومعهد المعلمين العالى للكثيرين منهم مقرا ومقاما الى حين تخرجهم طالما كانوا يهتدون بشعار المدرسة "لا تؤجل عمل اليوم الى الغد" لم اشهد او نسمع عن اى منهم (خاصة من ساروا على دربنا نحن المعلمين الذين كم سعدنا سعادة لا تحدها حدود بزمالت نفر منهم فى مجال التربية والتعليم وهم من كانوا يهادون السودان كل عام من خريجى الصروح التعليمية التى عملوا فيها كتائب متتابعة ممن تخرجوا فى لواحق من الازمان فى مجالات التطبيب وعلاج اهل السودان وفى مجالات الهندسة بانواعها و فضلا عن اهل القانون والقضاء الجالس والواقف والقائمة تترى ولا تتوقف عند مهنة اوعمل .لم نشهد من"اولاد الخرطوم الثانوية" تقاعسا او تهربا من مسؤولية ولعل قربهم المكانى والوجدانى وتفاعلهم الفكرى المتواصل كل عام بينهم وبين طلاب جامعة الخرطوم كان عاملا يضاف الى تطلعاتهم الى اعلى المواقع والتفوق.. هذا ليس تحيزا الى فتية الخرطوم الثانوية دون غيرهم ممن سعدت بالوقوف امامهم فى صروح شامخات اُخرتعلّمت منهم جميعا واكتسبت من خبراتهم وخلفياتهم الثقافية المختلفة اضعاف اضعاف ما تمكنت من اعطائهم من معلومات وخبرات(على قِلّتها).فى تلك السنوات الاولى من مسار حياتى فى مجال التربية والتعليم. ما لمسته من حماسة الكثيرين من قدامى ابناء الخرطوم الثانوية التى فاقت استجابة من وقفت امامهم فى مدارس اخرى لمّا بدأت اجترارذكريات ذلك الماضى الزاهى الجميل وما وصلنى منهم من رسائل "ايميلية" وتعليقات هاتفية - ظلت تترى وتتواصل على ما كتبت ويطلبون منها المزيد..شأنهم شأن "الحنتوبيانز" اللى جمعتنى بهم حنتوب دراسيا وتدريسا فى عام فريد تظل ذكراه عالقة فى النفوس والوجدان.. بطبيعة الحال فان اكثر ما كان يسعدنا نحن المعلمين ويملآ جوانحنا غبظة هو لقاؤنا بطلابنا من سوابق الازمان فى كل صرح تعليمى عملنا فيه وبقائنا فى دوائر اهتماماتهم وتذكارهم لشخوصنا عبر السنين.

بزغ نجم الخرطوم الثانوية شأنها شأن رفيقاتها من المدارس ولكن نجمها كان اكثر بزوغا فى اواخرستينات القرن العشرين باشتراك اثنين من خريجيها فى ابريل- 1959مشاركيْن احد كبار زملائنا من خريجى حنتوب فى ديسمبر 1949 فى قيادة انقلاب الخامس والعشرين من مايو.. زين العابدين محمد احمد عبد القادر(ود الهيد) وابو"القاثم" محمد ابراهيم الذى وصل الى منصب النائب الاول لرئيس الجمهوريه (لاحظنا ان كل خطبه لجماهير الشعب السودانى كانت جُمَلا اسمية كانما كان بينه وبين الجمل الفعلية عداء رغم جنوحه الى استخدام فعل الامرفى احاديثه.. رحم الله زين العابدين ومامون عوض ابوزيد(الذى سبق رفيقيه للجلوس الى حلقات درسى فى المرحلة المتوسطة عام 1953).. مثلما كان للكلية الحربية من تلك الدفعة نصيب بالتحاق عدد كبيرمن ابناء الصرح الكبيرشمل عبدالرحمن سعيد وعلى عبدالرحمن النميرى واسماعيل عبدالرحيم الزين صغيرون وابو القاسم الامين كِشّه وعبد القادر على عبد القادر ومحمد احمد الحاج واخيرا وليس آخرا كان "رئيس الرؤساء" فى الخرطوم الثانوية.. رشاد مكى صلدق ,, الذى لن ينساه معلموه ورفاق دربه الداخليين على وجه الخصوص وقد طغت شخصيته بينهم حزما وانضباطا منقطع النظير.. كان كل متحدث ولوهمسا وكل مشاغب "ومتقندف" بالنهاريتظاهرشخيرا بالنوم العميق حالما تسمع من على البعد خطوات رشاد ذات الوقع المعروف لديهم بعد اطفاء الانوار عند العاشرة مساء وعلى الرغم من تلك المهابة التى كان يجدها من زملائه والتجلة من معلميه فانه كانت تفيض بين حناياه اقدار كبيرة من خفة الظل وروح المرح التى كان لا يبديها الا فى ساعات التجلّى النادرة بين الخلصاء من رفاق دربه الاقربين اذ هو فى شغل شاغل دواما ساعيا الى سيادة روح القانون واشاعة الانضباط فى ارجاء الخرطوم الثانويه. ومثلما كان رشاد هو رئيس الرؤساء فقد كان ينوب عنه حيدر احمد صالح الرئيس الاول لأحد المنازل الرياضية الاربعة – ابو عبيده وهو من كان يترأسه فيصل طه الحسين واسماعيل عبد الرحيم صفيرون مثلما كان من بين من تم اختيارهم لرئاسة المنازل.. محتار عبدالله ومصطفى النور.. قبيل انتهاء العام الدراسى فى مارس 1959ومغادرة رشاد المدرسة والتحاقه بالكلية الحربية تم اختيارطالب السنة الثالثة سر الختم عثمان رئيسا للرؤساء ,,التحق سر الختم بكلية البوليس (التى تعدل اسمها فى لواحق الازمان الى كلية الشرطه) وظل يواصل تقدمه فى مجال العمل الشرطى محققا طموحه بدراسة القانون وحصوله على الدكتوراه مواصلا عمله فى الكلية معلما وموجها ومدربا (يقينى انه صار فى وقت من الاوقات عميدا لها قبل تقاعده بالمعاش. خلفه على رئاسة الرؤساء فى عام 1960- 1961النعمان احمد محمدسعيد الجمل ومن بعده فى 1961- 1962كان كما الدين محمد مدنى من تولى الرئاسة من بعده...

بنهاية العام الدراسى فى ابريل 1960 انتقل من ابناء الخرطوم الثانوية الي الكلية الحربية كطلبة حربيين كل من محمد عثمان "حليفى" وخضر الحسن وعصمت زُلفو وفضل الله محمد موسى وتاج السرحسن الشيخ(رحمة الله عليهما فى الفردوس الاعلى) مثلما التحق بها فى نهاية العام الدراسى التالى من كانت الجندية تجرى فى دمه.. احمد ابراهيم عبود..جلال الدين حسن حمدون (اول دفعتو عند التخرج فى الكلية الحربيه) محمد الحسن حاج على وصلاح مصطفى(الذى لن ينسى له اهل السودان تفريطه وتهاونه فى اداء عمله..وكفى) وعلم الهدى محمد شريف وزهيرعبداللطيف بيومى(الذى قدّم نفسه و شبابه فداء للسودان فى احراش الجنوب وهو فى بداية حياته العسكريه) وعثمان ادريس وعبدالله محمد ابراهيم (بوى) اللذين انتقلا الى رحاب الله فى حادثى احتراق طائرتيهما الحربيتين. وفى عام لاحق استقبلت الكلية الحربية بين طلابها الحربيين..عبد الحى محجوب وتاج السر البدوى وآخرون لا يتسع بطبيعة الحال المجال لتذكارهم جميعا. وكان هناك من ابناء الخرطوم الثانوية من بزغت نجومهم فى مجالات اخرى.. ففى سماوات التطبيب والعلاج كان عبدالله احمد دفع الله وعبد الحافظ خطّاب ومن بعدهم محمد الخانم يوسف (عليه الرحمة) واحمد بيومى السائح والشاعر الكبيرعثمان عبدالسيد ويونس صالح .. ومن بعدهم جاء النطاسيون الكبار جعفر ابن عوف ورياض عبد اللطيف بيومى وعبدالرحمن حسب الرسول وفى عام لاحق كان محمد عبدالقادر ياسين وعبدالرحيم عبدالله والجيلى خالد موسى ورشاد ابراهيم عمر.. مجال الهندسة باقسامها المتعددة ظفربالكثيرين من ابناء الخرطوم الثانوية.. فيصل طه الحسين (اول دفعتو) واحمد محمد الامين الشايقى(عليه فيض من رحمة الله) والبدرى عمر الياس الذى تحفظ له وزارة التربية والتعليم الفضل كل الفضل فى انشاء مدرسة طحنون الثانوية فى منطقة الجريف التى اقامها على نفقته الخاصة واهداها لتعليم الخرطوم "الشيخ طحنون" اكراما للبدرى وتقديرا لعطائه وتفانيه فى عمله فى دولة الامارات العربية..هذا ولا بد من تذكار مامون زين العابدين ومحمد الامين سعد الله بين مهندسى الدفعة الثانية من خريجى الصرح العظيم. وفى لاحق من السنين انضم الى منظومة المهندسين كمال ساتى وكمال محمد مدنى(رئيس رؤساء 1961-1962) والطيب البدوى مضوى ومحمد الرشيد سيداحمد قريش وعوض الكريم محمد احمد وبدر الدين خليل والقائمة تطول.

اما من ساروا على دربنا وتعشّقوا مهنة التعليم(ربما) مثلما تعشّقناها فى شخوص معلمينا الاخيار.. بس يعنى هل لنا ان نتساءل ان كان لسان حالهم كان يقول" لوخيّرنا قبل ولادتنا ماكنا غيرالتعليم مهنة نختار". منهم من سعدنا بزمالته فى المؤسسات التعليمية على مستوى المرحلة الثانوية ورئاسةوزارة التربية والتعليم..الدكتورعلى محمد ابراهيم ورفيق دربه خبيرالمناهج سلمان على سلمان(عليه فيض من رحمة الله).وعبدالعزيزمحى الدين (الغنى عن كل تعريف)ورحم الله احمد محمد احمد استاذ الفيزياء,, ومنهم من سارالى مؤسسات التعليم العالى.. من هؤلاء كان عبد الباقى عبد الغنى و هاشم عثمان السيد ( اللذين توليا تباعا منصب عميد كلية التربية بجامعة الخرطوم) واستاذ اللغة الفرنسية الدكتور يونس الامين وعثمان محمد حاج المكى (اول الشهادة السودانية واستاذ الرياضيات فى جامعة الخرطوم) ورحم الله حيدر احمد صالح زعبدالعزيز دافورى اللذين صالا وجالا فى مرحلة التعليم المتوسط؟ ومثلما تميز ابناء الخرطوم الثانوية اكاديميا فقد كان لهم باع طويل فى مجالات الرياضة المختلفة. فى مجال كرة القدم كان للكثيرين منهم مشاركة فاعلة فى فرق اندية الدرجة الاولى فى مدينتى الخرطوم والخرطوم بحرى..التقيت بعضهم ممن كانوا بين اميزاللاعبين ( وانا بين حكام الاتحاد الرياضى على خط الدياقونال Diagonal او خطوط التماس)على ميادين دورالرياضة وميادين(الليق) او على ميدان كلية الخرطوم الجامعية الشرقى قبل التحاقى بوزارة المعارف فقد بزغ نجم طالب السنة الرابعة حسن دقدق فى النادى الاهلى الخرطومى حيث ابدع ايما ابداع بين كبارلاعبى الفريق ممن طافت بتذكارهم الآفاق..( ابراهيم كبيروابراهيم مبشّر والاسيد وغيرهم) وهو من كان قد تولى مهام التدريب بعد اعتزاله اللعب فى دولة قطر.. وكان ل"الماسترو" يوسف مرحوم ومحمد عابدين"اورنجيته " ومن بعدهما فضل السيد المكى حضور واسع المرتكزات فى فريق النيل الخرطومى.. مثلما كان سعد محمد صالح الشهير ب "سعد دبيبه" من المع نجوم فريق نادى "ستاك" اقوى فرق الخرطوم بحرى الذى تعدل اسمه الى "التحرير" حينما تم اعلان الاستقلال عام 1956.. ضم فريق الخرطوم الثانوية سيد الزبيرحارس مرمى فريق "بُرّى".. مثلما كان ابو القاسم محمد ابراهيم يلعب لفريق الهاشماب الامدرمانى وضم الفريق ايضا عبدالرحمن النضيف ومحمد عثمان حليفى وعبدالرحمن محمد خيروحسن محمدخير ومحجوب ابراهيم وجلال حسن حمدون واحمد ابراهيم عبود واحمد محى الدين احمد عبدالله الملقب ب "السد" لبراعته الدفاعية والهجوميه شأنه ِشان لاعب الهلال سليمان فارس فى اطار المقارنة بين الفريقين..لا بد من تذكار احمد قسم السيد قائد كتيبة "الكديت" الذى لم يكتب له الالتحاق بالكلية الحربية وهو من تولى قيادة فريق كرة القدم "كابتن التيم الاول" وقائد مسيرة انتصاراته عند منازلة مدارس الخرطوم ووادى سيدنا وجامعة الخرطوم.. اما فى كرة السلّة فقد كان اسماعيل عبد الرحيم الزين صغيرون يقود فريقه المكوّن من منير يوسف الحكيم ونادرالحكيم ويونس صالح والطاهرربيع عبد الكريم وآخرون. وتعددت انشطة طلاب الخرطوم الثانوية الرياضية بين الكرة الطائره وكرة البنج بونج وكرة الريشة حينا والبادمنتون اللتين لم يكتب لهما الاستمرار طويلا. وكان للكثيرين من ابناء الخرطوم الثانوية نشاط مسرحى وموسيقى وغنائى متواصل تحت اشراف المشرفين على المنازل من المعلمين ورؤسائها عبر الزمان كما كانت تحت اشراف شعبة اللغة العربية تقام مسابقات الالقاء نثرا وشعرا سواء كانت الاشعار من منظوم الطلاب انفسهم او مما تختزنه ذاكرتهم من محفوظاتهم..فضلا عن اقامة الاحتفالات بالمناسبات الوطنية.

يقينى آن الاوان ان تتسلموا منى - يا من سعدت بلقائكم ووقفت امامكم بين رفاق كرام من معلميكم فى الخرطوم الثانوية الحكومية - زمام مواصلة التوثيق لصرحكم العظيم (وان اضحى اثرا بعد عين) وتواصلوا تذكارما ظل عالقا فى وجدانكم ووجدان رفاقكم ولا يزال وما ينفك تتجدد ذكراه كل حين - من سِيَرالاوائل ممن قامت المدرسة على اكتافهم ومن جاء بعدهم من معلميكم الاخيار وما تتابعت فيه من احداث لتكتمل الصورة الزاهية وليتم احكام الربط بين ذلك الماضى الذى كانت ايامه بكل المقاييس وافرة الاشراق و بين ما جاء بعدها من ازمان اختلفت وتباينت الرؤى حولها خاصة ما اتصل بشعار اعادة صياغة للانسان السودانى وما كانت له من مؤثرات على مسارالعملية التربوية فى مجملها وعلى الخرطوم الثانوية الحكومية للبنين.. كان هدفى من استرجاع ذكرياتى عن تلك الامكنة الساحرة التى درست فى بعضها وسعدت بالعمل فيها او فى غيرها هو التوثيق لتلك الصروح الشامخات وبالتالى لمسيرة العملية التعليمية والتربوية من خلال ذكريات الافراد ممن كانت لهم صلة دراسة او عمل فيها.. كل المنى ان يكون شعار"لا تؤجل عمل اليوم الى الغد – DO IT NOW " لا يزال شعارا للمدرسة ومعمولا به. ختاما الشكراجزله والتقدير اوفره موصولان لكل من هاتفنى او كاتبنى معلقا ومضيفا الى ما كتبت واخص الاخوين الكريمين جعفرابراهيم محمد عل (من ابناء الدفعة الثانيه)الذى وافانى بقدر عظيم من المعلومات عن المدرسة فى عامها الاول قبل انتقالها الى ثكنات الجيش البريطانى عام 1956 والطيب البدوى مضوى ( من ابناء الدفعة الخامسه)الذين تزامنت بداية دراستهم فى الصرح العظيم مع التحاقى بالعمل فى مجال التعليم ولقائى بهم عام 1958. ارجو ان يتكرم الاخ جعفر بنشر مقالته المتفرّده اسلوبا واحتواء لكثير من المعلومات التى كنت اجهلها(حيث انه عند قيام المدرسة عام 1954 فى مبان كانت لا تزال تحت التشييد فى منطقة الخرطوم غرب كان شخصى الضعيف يخطو خطواته الاولى بين "برالمة" كلية الآداب فى جامعة الخرطوم .