مؤامرة الموصل

خلال شهر حزيران 2014 ، قامت قوات المالكي ، والحشد الشيعي ، ومن معهم من الأمريكان ، وعددهم يتجاوز الاربعون الف جندي نظامي مقاتل ، مدربين ، ومسلحين باحدث انواع الاسلحة ، بالأنسحاب من الموصل أمام 700 مقاتل فقط من داعش ...

كيف حدث ذلك ؟؟؟  ولماذا ؟؟ ولصالح من ؟؟؟...

داعش لم تحتل الموصل ، بل حكومة المالكي هي من سلمتهم إياها وانسحبت بدون قتال ، فليس من المعقول ولا المنطق ان عدداً محدوداً من داعش ، يقابل هذا العدد الهائل والضخم من القوات العسكرية المدربة ، المنظمة ، والمسلحة .... !!!

وتدخل داعش الموصل بلا قتال .. يتم تسليمها لهم على طبق من ذهب ، وترفرف اعلامهم السوداء هناك !!!

وعلى طبق الذهب ، قامت قوات المالكي بترك سلاح أمريكي يقدر بمليارات الدولارات ... !!!

نعم ، لتستغله داعش فى استقطاب الأنصار ، وقتل المخالفين لها من السنة  ... !!

وعلى نفس الطبق ، قامت قوات المالكي بترك أكثر من ستة آلاف سيارة ، ومدرعة ، ومصفحة !!!

نعم ، لتستخدمها داعش في تحركاتهم ، وقتالهم تحت سمع وبصر العالم ، وأقمار امريكا الصناعية التجسسية !!!

وعلى نفس طبق الذهب ، قامت قوات المالكي بترك مليار ونصف المليار دولار فى البنك المركزى بالموصل  !!!

نعم ، هدية لداعش وتمكينها من مصروفاتها ، رواتبها ، ورفاهيتها !!!

نعم لقد سلمتهم الجمل بما حمل ....

ثم تأتي نهاية القصة الحزينة والمؤلمة .... 

فكما تركت قوات المالكي ، والحشد الشيعي الموصل آخر معاقل السنة فى العراق بدون قتال .. تدخلها اليوم بدون قتال او مقاومة من داعش .. 

لكن الفرق بين الإنسحاب الأول والدخول الأخير ، هو القيام بالقتل العشوائي ، والمذابح الجماعية ، وإبادة جميع المسلمين السنة ، بأطفالهم ونساءهم وشيوخهم ، وهدم مساجدهم وبيوتهم ، بحجة أنهم داعش  .. 

ثم بعد ذلك ، أين ذهبت داعش ومقاتليها، وأعلامهم السوداء ؟؟ 

 لقد ذابت .. تبخرت ، إنصهرت بعد أن أدت مهمتها ، وقامت بواجبها فى الحرب على المسلمين السنة ، وكما رسم لها أعداء الدين والأمة  !!

كيف خرجت ؟؟ من أمّن لها الخروج ؟؟ أين ذهبوا ؟؟؟.

داعش ربيبتهم المدللة ، كانت ولا زالت بالنسبة لهم ، هى الطعم الذي يصيدون به أمة الاسلام .. والحجة التي يتذرعون بها من أجل ذلك ...

وكثيراً منا إنطلت عليه الحيلة ، وابتلع الطعم بصمت دون تفكير ولا تمحيص .

وسوم: العدد 691