لماذا لدغت جند الأفعى كفرزيتا ؟

معاذ عبد الرحمن الدرويش

تحررت بلدة كفرزيتا من نظام الأسد المجرم كأول بلدة في ريف حماة ، و هي من أوائل البلدات التي تحررت على مستوى سوريا ، كان وراء هذا التحرر السريع أمرين :

الأمر الأول : تعتبر كفرزيتا من البلدات النادرة حيث خرجت بشكل كامل

مطالبة بالحرية و إسقاط نظام الأسد و لا يوجد فيها أي عائلة مؤيدة لنظام الأسد المجرم ، و اقتصر الأمر على عدد من الأشخاص و هم معدودين على رؤوس الأصابع .

الأمر الثاني :قرب كفرزيتا من جبل الزاوية و هذا ما ساعد على دعم الثوار و جعل ظهر الثوار محمي و مؤمن بشكل كامل .

بعد أن تحررت كفرزيتا من نظام الأسد أصبحت مركزا لكافة ثوار محافظة حماة ، و هذا ما ساعد على تحصينها و دعم باقي القرى و البلدات المجاورة .

فحاول نظام الاسد النيل منها و الإنتقام من أهل كفرزيتا و من حجارتها فصب واجم غضبه عليها . و لم تغادر طائرات إجرامه سماءها يوماً واحداً فرماها بآلاف البراميل و عشرات الآلاف من القذائف و الصواريخ فدمرت المدينة تدميراً شبه كامل ، و قدمت المدينة  أكثر من ألف شهيد منذ بداية الثورة جلهم من المدنيين .

و عندما عجز نظام الأسد المجرم من إعادة سيطرته على البلدة  منذ أن تحررت أول مرة ، بعد عدة محاولات فاشلة ، حاول الإلتفاف على البلدة من الداخل و قد  أوكل المهمة لجناحه الخفي و المتمثل بداعش.

فدخلت داعش إلى شمال البلدة و أسست مقراً لها و حاولت أن تتمركز و تقوي وجودها هناك إلا أن ثوار كفرزيتا و المنطقة تنبهوا للأمر فقاموا بمعركة تعتبر مصيرية بالنسبة لمصير المنطقة ، و تم اجتثاث  داعش من كفرزيتا و من ريف حماة قبل أن تقوى شوكتها هناك ، و قدم الجيش الحر في تلك المعركة أكثر من عشرين شهيداً.

و بعد  أن طردت داعش و خرجت صاغرة منكسرة من كفرزيتا و من ريف حماة ، قام عدة قيادات من الدواعش بالتهديد و الوعيد و الانتقام من كفرزيتا و أهلها و لو بعد حين، و ذلك عبر رسائل عديدة بوسائل التواصل الإجتماعي.

و بعد فترة من الزمن ظهر فصيل جند الأقصى في ريف حماة و كان الفصيل معروف لدى الجميع بأن فكره هو الأقرب لداعش إلا الفصيل لم يكن يكترث بأحد ، و كان يقاتل النظام إلى جانب الجيش الحر في المنطقة ،و هذا ما جعل له قبول لدى الجميع في المنطقة ، و عندما فتح ذلك الفصيل معركة تحرير حماة الأخيرة ،قام كل من جيش العزة و جيش النصر و كافة فصائل الجيش الحر في كفرزيتا و ما حولها بالإشتراك بتلك المعركة ، و قاتلت جنباً إلى جنب مع فصيل جند  الأقصى.

إلا أن أحرار الشام تنبهت لغدر الجند مبكرا، و ما كانوا يخططون له فيما بعد المعركة ، فقامت بمهاجمتهم و تم إيقاف المعركة و تم حل فصيل الجند و التحق بما يسمى بجبهة فتح الشام  آنذاك، و بين يوم و ليلة أعاد الفصيل تكوينه و هاجم كافة مقرات الجيش الحر في كفرزيتا و المنطقة  و استولى على اسلحتها و أسر منهم أكثر من 160 مقاتلاً و من ثم  قام بذبحهم ،و من ثم عاد إلى حضن وطنه الأصلي داعش في الرقة و قد أدى المهمة الموكلة له من قبل إستخبارات نظام الأسد على أكمل وجه.

علماً ان معظم المقاتلين الذين أسرهم و ذبحهم كانوا يقاتلون إلى جنبه في معركة ريف حماة و لم يقدموا لفصيل جند الأقصى و عناصره إلا كل خير.

و بذلك حقق مجرمو داعش و مجرمو نظام الأسد حقدهم الدفين على تلك البلدة الطيبة الحرة و انتقموا من أهلها و من حجارتها .

كفرزتيا هنا لا تمثل كفرزيتا بعينها و إنما تمثل كل بلدات و قرى ريف حماة الشمالي الحر اللطامنة الأبية و كفرنبودة المنكوبة و مورك الجريحة و غيرها  و غيرها ...

وسوم: العدد 709