رمية.. في كرة سلّة
كنت أمشى الهوينى، في الطريق الرئيسي بالضاحية، تنتظم على جانبيه الفيلات، متراجعةً أمتارا للفِناء وللزهر والشجر.
لمحت، في فناء ذلك البيت، أولادا، سُمرًا وبيضَ البشَرة، يلعبون كرة السلّة بسلّة "واحدة"، يتداولون الكرة، ويُحوّمون، باذلين نشاطهم في هذا الأصيل الجميل.
فجأة... برز من بينهم مَن ينادي: «مرحبا، جدّو!»، وأقبل عليّ. إنه "حمّودة"، ابن حفيدتي "ديمة سعود" و"فرناس طَلَس". ويا لها من فرحة صغيرة اعترتني، وأنا أرى حفيدي يلعب مع هؤلاء الأولاد المتبايني الأصول العرقية، يتآلفون في اللعب، مثلما يتشاطرون الحياة، هنا، في هذه الأرض الجديدة.
عانقته، وكأنني لم ألتق به منذ وقت طويل، مع أننا كنا بالأمس حول مائدة. عرّفهم بأني جدّه، ثمّ أسرع يصحّح بأني "جدّ أمّه"، فازدادوا تحديقا بي!
دعوني للعب، وقدّم لي الكرة فتى منهم أسمر. اعتتذرت بأني نسيت اللعب بالكرة منذ أجيال. فطمأنوني بأنهم يسامحونني إن أخطأت الرمي ويعتبرونها نقطة لي!
تناولت الكرة. أخذت أقدّر في خاطري الأبعاد. تقدّمت، مستفيدًا من امتداد قامتي (180 قبل الشيخوخة!)... ورميت، فأصبت الهدف!
صفقوا. هممت بأن أمضي. طلبوا مني هدفًا آخر. لم أستجب، حريصًا على أن أستمتع بهدفي الذي أحرزت.
ومضيت، وأنا أفكر: أعراقٌ هنا تتلاقى، تتآلف... وفي وطني.....
فلوريدا: فجر السبت 3-1-2015
وسوم: العدد 715