إلى المطالبين بتغيير قسمة الإرث والمدافعين عن المثليين والمتحولين جنسيا والمفطرين في رمضان والمرتدين
إلى المطالبين بتغيير قسمة الإرث والمدافعين عن المثليين والمتحولين جنسيا والمفطرين في رمضان والمرتدين دونكم هذه النصوص من القرآن الكريم
من تداعيات ثورات الربيع العربي ظهور ثورات مضادة أخذت أشكالا مختلفة ولكنها تلتقي جميعها عند هدف واحد هو إفراغ تلك الثورات من مدلولها وصرفها عن هدفها وهو الخروج بالأمة العربية من وضعية النكبة وما بعدها . ونظرا لكون ثورات الربيع العربي أفرزت ظاهرة رهان الشعوب العربية على الدين الإسلامي للخلاص من مظاهر الفساد والظلم والاستبداد ، فإن الثورات المضادة استهدفت هذا الدين بشكل صريح من خلال حملات التيارات العلمانية المستبيحة لحمى الإسلام . ومعلوم أن التيارات العلمانية في الوطن العربي عبارة عن ببغاوات تردد مقولات العلمانية الغربية والتي عنها أخذت فكرة إقصاء الدين من حياة الناس . ويصطدم المسخ العلماني في الوطن العربي بواقع غير واقع العلمانية الغربية ، ذلك أن الوطن العربي يدين بدين الإسلام ، وهو دين لا يمكن أن يقاس على الدينات السماوية السابقة التي طالها التحريف البشري ، فجعلها عرضة لانتقاد الرافضين للدين من الغربيين والمطالبين بإقصائه من الحياة . ولقد كان تحريف تلك الديانات سببا مباشرا في اختلال عدالتها، الشيء الذي جعلها هدفا سهلا للذين لا دين لهم . والمسخ العلماني في الوطن العربي حين يصدمه واقع الدين الإسلامي لا يجرؤ على ما تجرؤ عليه العلمانية في الغرب من التصريح برفض الدين وإقصائه من حياة الناس، بل يلجأ إلى النفاق حيث يظهرالانتماء للدين ويبطن المروق منه ، ويفضح نفاقه ما يطالب به من تعطيل للشرع تحت شعار تحقيق المساواة أو الدفاع عن الحريات والحقوق ... إلى غير ذلك من الحيل المكشوفة المتهافتة ، وهذا ما أفرز عندنا ما يسمى بجماعة المدافعين عما يسمونه الأقليات الشاذة عقدية أو سلوكا ، ويقصدون بهم المرتدين المتنصرين أو البهائيين ، والمثليين ،والمتحولين جنسيا ،و المجهضات ، والمجاهرين بالإفطار في رمضان... ويجد المدافعون عن هذه الفئات المنحرفة عقدية وسلوكا أنفسهم أمام خيارين إما البقاء في إطار الدين الإسلامي أو التصريح بالخروج منه ، ولا خيار ثالث لهم . فإذا ما اختاروا الخروج من إطار الدين الإسلامي فلا نقاش معهم حينئذ ، ولكنهم إذا ما ظلوا يصرون على وجودهم داخل هذا الإطار ، فإنهم سيواجهون نصوص الدين القطعية التي تنسف ما يطالبون به مما يعارض الدين . وقولي لهؤلاء في عنوان هذا المقال : " دونكم نصوص من القرآن والسنة " يحتمل ما تدل عليه كلمة " دونكم " وهي اسم فعل أمر في اللغة العربية ، فهي تدل على الإغراء وعلى التحذير ، وأنا استعملتها بهذه الدلالة الأخيرة ، فإن كانوا يصرون على وجودهم داخل إطار الدين، فإنهم سيجدون أنفسهم أمام تناقض لا سبيل للخروج منه سوى الخضوع لنصوص الدين . وفيما يلي نصوص القرآن المواجهة لهؤلاء بين يدي مطالبهم . أما المطالبون بتغيير قسمة الإرث الذي تولاها الله عز وجل بنفسه تحت شعار المساواة، فدونهم قوله تعالى : (( يريدون أن يبدلوا كلام الله )) سورة الفتح الآية 15 ، فمن المعلوم أن العبرة في كلام الله عز وجل بعمومه لا بخصوص سببه لأنه كلام لو اقتصر على خصوص السبب، لما كان تشريعا للعالمين في كل عصر ومصر إلى قيام الساعة . ولا يمكن تبديل كلام الله عز وجل مهما كانت دلالته . ومما لا يمكن تبديله من كلامه جل جلاله قوله : (( للذكر مثل حظ الانثيين )) سورة النساء الآية 11 . ولقد تكرر في القرآن الكريم استحالة تبديل كلام الله عز وجل ، ومن ذلك قوله تعالى : (( لا تبديل لكلمات الله )) سورة يونس الآية 64 ، وقوله تعالى : (( ولا مبدل لكلمات الله )) سورة الأنعام الآية 34 . والمطالبون بتغيير قسمة الإرث يريدون تبديل كلام الله عز وجل ودونهم قوله تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم لما طلب منه تغيير كلام الله عز وجل : (( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) سورة يونس الآية 15 . وهذا الأمر الإلهي يلزم كل من يوجد داخل إطار الدين الإسلامي مهما كان وضعه في المجتمع المسلم . ولن نخوض بعد ذلك مع الخائضين في كون قسمة الخالق عز وجل أعدل من قسمة الخلق . أما المدافعون عن المرتدين فدونهم قوله تعالى : (( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة )) سورة البقرة الآية 217 . وإذا كانت الردة تنصرا، فدونكم قوله تعالى : (( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم )) سورة المائدة الآية 17 ، وقوله تعالى : (( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة )) سورة المائدة الآية 73 ، والمتنصرون لا يمكن إلا أن يقولوا المسيح هو الله أو الله ثالث ثلاثة ، وقد وجب لهم بذلك الكفر ، وكانت ردتهم كفرا . وأما المدافعون عن المثليين والرضائيين فدونهم قوله تعالى : (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) سورة النور الآية 19 .ولقد ورد في كتاب الله عز وجل وصف عمل قوم لوط بالفاحشة وهو نفس عمل المثليين (( ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها أحد من العالمين )) سورة الأعراف الآية 80 . و لقد حرم الله تعالى هذه الفاحشة غير المسبوقة في الفطرة البشرية بأسلوب فيه أشد التحذير وهو قوله تعالى : (( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن )) سورة الأنعام الآية 151 ، والقرب من الشيء مظنة الوقوع فيه ، وهو أبلغ في التحذير من النهي عن ملابسته كما يقول المفسرون . وما قيل للمدافعين عن المثليين أو المفحشين يقال للذين يدافعون عن الرضائيين وهم الزناة ،دونكم قوله تعالى : (( ولا تقربوا الزنى كان فاحشة وساء سبيلا )) سورة الإسراء الآية 32 . فالمثلية والرضائية فاحشتان ، وقد حرمهما الله عز وجل على المؤمنين مصداقا لقوله تعالى : (( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين )) سورة النور الاية 3 ، فبموجب هذا النص تعتبر الرضائية وهي زنى نكاحا بين زناة أو مشركين ، ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن كما جاء في الحديث الشريف . وأنى للذي يدافع عن الرضائية والمثلية أن يكون مؤمنا إذا كن الإيمان ينتفي عمن يمارسهما ؟ أما الذين يدافعون عن المتحولين جنسيا فدونهم قول الله عز وجل : (( ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا )) سورة النساء الآيات من 117 إلى 121 . معلوم أن التحول الجنسي تغيير لخلق الله ، وأن الذين يدعون إليه ويطالبون به ويشجعون عليه شياطين من الإنس يتلقون الأوامر من شيطان الجن ، ويوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا. وأما الذين يدافعون عن الإجهاض فدونهم قوله تعالى : (( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق )) سورة الإسراء الآية 33. وأي حق هذا الذي يبيح قتل الأجنة في الأرحام ؟ ، وقد نفخ الله عز وجل فيهم الروح ، ولا يوجد مبرر شرعي لإجهاضهم ، ولا يمكن أن يعتبر التستر على الزنى مبررا شرعيا ،ولا هو حق تقتل بموجبه النفوس . وأما الذين يدافعون عن الإفطار في رمضان عمدا ،ودون عذر شرعي ، فدونهم قول الله عز وجل : (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم )) سورة البقرة الآية 183 .وقوله تعالى : (( كتب عليكم )) معناه أنه حق لازم لا محيد عنه . والإفطار العمد نقض لركن من أركان الإسلام ، وهو نقض للإسلام .ومعلوم أن المجاهر بالإفطار عمدا من غير عذر شرعي يقيم على نفسه الحجة بنقض ركن الصيام ومن ثم نقض الإسلام ، ولا يمكن للأمة المسلمة أن تسمح لمن ينقض دينها أن يجاهر بذلك ، ولو أنه استتر ولم يجاهر بذلك لما حفل به أحد . ومعلوم أيضا أن إنكار ركن من أركان الإسلام دون التوبة من ذلك ، يعتبر خروجا منه . وأخيرا نشير مرة أخرى إلى أن هذا النقاش يكون ذا معنى إذا كان المدافعون عن تلك الفئات المنحرفة يصرون على أنهم داخل إطار الإسلام ، أما إذا أعلنوا عن خلاف ذلك ،فالقضية منتهية أصلا ، و لا تحتاج إلى مثل هذا النقاش ، وما أظنهم يملكون الشجاعة لإعلان خروجهم من الإسلام بل يميلون إلى أسلوب المنافقين وهو إبطان ما لا يظهرون، والله يعلم سرهم ونجواهم.
وسوم: العدد 718