خرافة الأجهزة الذكية!!
خرافة الأجهزة الذكية!!
د. موفق مصطفى السباعي
من أكذب الكلمات التي اخترعها أولياء الشيطان الخبثاء !!!
في هذا العصر الحديث .. عصر التقنيات المتطورة بشكل سريع !!!
ورددتها ملايين المخلوقات البشرية . . بدون تفكر .. ولا تدبر .. ولا تعقل .. ولا تبصر !!!
رددتها كالببغاوات .. بكل بلاهة .. وبلادة .. وسفاهة .. وعُجب .. وغرور !!!
هذه الكلمة الخبيثة .. المخادعة .. المضللة .. الكاذبة هي :
كلمة :
الآلة الذكية .. والهاتف الذكي .. والقنبلة الذكية .. والحكومة الذكية .. وغيرها !!!
وغاب عن هؤلاء المغفلين ..البلهاء .. المأفونين !!!
أن الذكاء هبة .. وصنعة ربانية .. اصطفائية . . انتقائية .. خاصة بالخالق وحده سبحانه !!!
لم يمكن الإنسانَ من السيطرة عليها .. والتحكم فيها !!!
فهو سبحانه يضعها حيثما يشاء .. ويختار من خلقه !!!
ولا يملك الإنسان أن يزيد في ذكائه .. أو ذكاء غيره حبة خردل !!!
فكيف بإنتاج الذكاء .. أو توزيعه ؟؟؟!!!
كبُرت كلمةً تخرج من أفواههم .. إن يقولون إلا كذباً !!!
والمصطلح الرباني للذكاء هو :
الحكمة .. وقد وردت في القرآن سبع عشرة مرة !!!
بينما لم ترد في القرآن كلمة الذكاء .. ولا مرة !!!
مما يثبت .. ويؤكد أن الذكاء هو الحكمة !!!
والحكمة هي الذكاء !!!
والحكيم هو الذكي .. والذكي هو الحكيم !!!
وهذا لا يفعله إلا الله جل جلاله !!!
كما قال :
يُؤْتِى ٱلْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ ۚ .. وَمَن يُؤْتَ ٱلْحِكْمَةَ .. فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًۭا كَثِيرًۭا ۗ .. وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَـٰبِ البقرة آية 269
أما قدرات الإنسان .. وإمكانياته .. واستطاعته .. فهي :
البرمجة فقط :
وهي قدرات وهبها الله تعالى للإنسان .. ومكنه من أن يطورها .. وينميها .. ويزيد من إمكانياتها .. وسعتها كما يشاء .. ويطبقها على الإنسان .. والحيوان .. والجمادات !!!
ولذلك :
فإن التسمية الصحيحة .. العلمية .. الصادقة .. هي :
أن يقال :
آلة مبرمجة .. هاتف مبرمج .. قنبلة مبرمجة .. حكومة مبرمجة ... وغيرها !!!
والمخلوق المبرمج - سواء كان إنساناً أو حيواناً أو جماداً – هو مخلوق غبي .. بل في أدنى درجات الغباء .. لأنه مقيد .. ويسير حسب خط .. ومنهج مرسوم له من المبرمج .. لا يستطيع أن يفكر .. ولا يستطيع أن يغيره .. أو يحيد عنه !!!
بينما المخلوق الذكي .. أو الحكيم - حسب المصطلح الرباني – فهو حر .. يفكر .. ويتأمل .. ويوازن .. يغير .. ويبدل . . ويعالج كل قضية بطريقة مختلفة عن الأخرى .. وبما تقتضيه الحكمة .. وليس حسب البرمجة المرسومة له مسبقاً .. التي كثيراً ما تخطئ !!!
وهذا ما تلاحظه كل يوم .. حينما تذهب إلى أي دائرة خاصة .. أو حكومية .. فتجد الموظف . . مرتبكاً .. ومتشنجاً .. وأمامه طابور من المراجعين .. ينتظرون .. فيواجههم الموظف بالإعتذار ..أن الجهاز . . أو البرنامج ساقط .. أو متوقف !!!
فكيف إذن تصفون هذا الجهاز بالذكي .. وهو عاجز .. ويحتاج إلى من يصلحه .. كل حين ؟؟؟!!!
كالذين يعبدون الأصنام .. ويسمونها آلهة .. وهي عاجزة عن حماية نفسها !!!
قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ الصافات آية 95