أنت الخليفة
اضرب برجلك علَّ الماءَ ينفجر
واشرب طَهوراً لعلَّ الداءَ ينحسرُ
واضرِب عصاك فإن البحرَ مُنفَلِقٌ
كالطودِ تمشي ونارُ الحِقدِ تستعرُ
واصنع سفينك من عزمٍ ومن جَلَدٍ
قد يغلِبُ الموجُ والمِجدافُ ينكسر
وازرع بَوَاديك إصرارا وتضحية
فيَنبُتُ العِزُّ والواحاتُ تزدهر
وارْقَ المدارجَ لا دون العُلا هدفا
واقدح زِنادك فيه النورُ والشرر
واقرأ على الصخر سِفرا كنت تكتبه
فيورِقُ التينُ والزيتونُ يَعتصِر
ما جُبُّ يوسف أو سجانُه مَنَعوا
أن تسجدَ الشمسُ فوق العرشِ والقمر
فأنت يا أيها المَهديُّ ما فتئت
يُمناك تبني قِلاعاً ثم تنتصر
مالي أرى النورَ في جَنبيك مُنبعِثا
وفي الحَوالكِ يّعمى القَلبُ والبصر
ألستَ من حُمِّلَ الفُرقان تَكرِمة
وفي يمينك سيفُ الحقِّ معتبر
أتَغمِدُ السيفَ والأرزاءُ تَخبِطُنا
وتَكسِرُ النَّبلَ ثم القوسُ تنكسر
كيدُ العدوِّ كما الخنَّاسُ في وَهَنٍ
فاقرأ عليهِ منَ الآياتِ يندحر
واقبِضْ على الجمرِكي تُطفي حرارتَه
تغدو وِساماً وصدرُ الحقِّ يفتخر
فأنت يا أيها الإعجازُ مَفخرةٌ
عبرَ الزمانِ وذا التاريخُ يدَّكِر
إن طال ليلٌ فإن الفجرَ يتبعُهُ
وشُعلةُ النورِ تبدو ثُمَّ تنتشر
وسوم: العدد 776