الكبشان وأبو علي
١-قد كنتُ في هذا الصباحِ بِشُرفَتي
أرنو إلى أفُقِ الجمالِ بِقَريَتي..
٢-لكنَّني فوجئتُ : هذا جارُنا
هُوَ حامِلٌ بِيَدَيهِ كأسَ المتَّةٍ..
٣-ويمصُّ منها راشفاً بشراهةٍ
لكأنَّها فحوى رَحيقِ الجنةِ !!
٤- وأمامَهُ أغنامُه،ُ بسعادةٍ
خرجت من الإصطبلِ للحُرِّيَّةِ!!
٥-إذ إنَّني فوجئتُ ثانيةً وإذ
كبشانِ ما بينَ النِّعاجِ بِحدَّةِ!!
٦-وأبو عليٍّ جارُنا ماهمَّهُ
إمَّا هُما يتناطحانِ بشدَّةٍ !!
٧-يرنو إلى هذا العراكِ مراقباً
من دونِ أيِّ تَدَخُّلٍ في هُدنَةِ!!
٨-ورأيتُهُ مُتَبَسِّماً مُستَبشِراً
مُستمتِعاً، تبًّا لتلكَ المُتعَةِ !!
٩-وتجمَّعَ الناسُ الَّذين رأوهُما
كي يشهدوا هذا العِراكَ بِبَهْجَةِ!!
١٠-ناديتُهُ مُستَعطِفاً: ياجارَنا
أوقِف قِتالاً دَارَ بينَ الأُخوةِ !!
١١-هذا حرامٌ صارِخٌ، أوقِفهُما
سالت دماؤهُما، فهل مِن رَحمة؟!
١٢- قد آذَيا نفسيهما بتعارُكٍ
لهما قرونٌ مثلُ رأسِ الحربَةِ !!
١٣-فأجابني ببُرودةٍ : بل دعهُما
يتناطحانِ لِيشعرا بالنَّشوَةِ !!
١٤-بالأمس للجزَّارِ بِعتُهُما، ألا
ما عادَ لي بهما مصالِحُ ثروَةِ !!
١٥- إنِّي حَوَيتُهُما لبضعةِ أشهرٍ
كي تحملَ الغَنَماتُ بالذُّرِّيَّةِ !!
١٦-فليذهبا للذّبحِ بعدَ تناطُحٍ
هذا مصيرُهُما بآخرِ جولَةِ !!
١٧-وبعيد حين أقبل الجزارُ في
سيارةٍ، ربطَ الكباشَ بحبلَةِ!!
١٨-ومضى يجرُّهُما بعنفٍ ناظراً
نحو النِّعاجِ مُلَوِّحاً بِالمُديَةِ!!
١٩- وأبو عليٍّ جارُنا مستمتعٌ
مازالَ مُنهَمِكاً بِكأْسِ الْمَتَّةِ!!
(للقصيدة بقية)...
وسوم: العدد 776