بـدَمٍ بـارد

بــدَمٍ  بـــاردٍ  وســابِــقِ  عَمْـــدِ

قَتَلــوهُـمْ  ولــمْ  يُبــالوا  بعَهْــدِ

قَتَلـوهُــمْ  صَبْــراً  بآلَــةٍ حِقْـــدٍ

فـي قُلـــوبٍ كمـا الحِجــارةُ صُلْــدِ

قَتَـلوهُـمْ  أحْيــاءَ جَلْــداً  وسَـلْخـاً

ثُـمَّ  أخفَـوا  إجـرامَهُـمْ  فـي  الـوَأدِ

مـن قُبـورٍ  جــاؤوا  بهِــمْ  لقُبُــورٍ

رَحْبَــةٍ رَغْــمَ ضيقِهـا  دُونَ قَيْــدِ

لـم يُودِّعْهُــمُ  الأحِبَّــةُ  بالدَّمْـــعِ

ولـم  يحظَــوا  ولو  بإكليــلِ  وَرْدِ

غـرباءً  ماتـــوا  بغيــرِ  دِيــــارٍ

وتــوارَوا  مـن غَيْـرِ قَبْــرٍ  ولَحْــدِ

                    *    *    *

قَتَلـوا  الأسـرى في السُّجـونِ وقالوا

قد قَضَـوا نَحْبَهُـمْ  على غيرِ وَعْـدِ

منهُـمُ مَــنْ قَضَــى بسَـكْتَـةِ قلـبٍ

وقَضَـى بعضُهُــمْ  بنَـزْلَـــةِ بَــرْدِ

وسَــــواءٌ  علَيْكُــــمُ    أرضيتُـــمْ

أم سَـخِطتُـمْ فليـسَ هــذا بمُجْــدِ

قد أَمِنَّـا القِصـاصَ من مجلسِ الأمنِ

فظَلَّــتْ  سُـيُــوفُنـا  دُونَ  غِمْـــدِ

وانتَصـرْنا بزَيْفِنــا  وهُـــزِمتُــــمْ

ودَفَنَّــا أحـــلامَكُـــمْ  فـي المَهْــدِ

وحَشَـدْنا علَيْكُـمُ  الشَّـرْقَ  والغَـرْبَ

بدَعْـوى  الإرهـابِ  فـي شَـرِّ حَشْـدِ

                    *    *    *

أيُّهــا المُجــرمونَ  نعـرفُ عنكُـــمْ

مـا جَهِلتُـمْ  فأوجِـزوا  فـي السَّــرْدِ 

قـد خَبِــرناكُـمُ  عُقُـــوداً طِـــوالاً

وخَبِــرْنا  صُمــودَكُـمْ  والتَّصَــدِّي

مـن  دمـاءِ المُسـتَضْعَفينَ شَـرِبْتُـمْ

واحتفَظْتُــمْ بحقِّكُــمْ فـي الـــرَّدِّ

ثُــمَّ  مانَعْتُـــمُ  علَيْنـــا  أُسُـــوداً

حيــنَ  مــانَعْتُــمُ  العِــدى  بالـوُدِّ

                    *    *    *

دَوْلَــةٌ  أم عِصــابَـةٌ  جَمَعَــتْكُــمْ 

مـن فُـروعٍ  لـمْ يُحصِهـا  أيُّ  عَــدِّ؟

أوْجَــدَوكُـمْ  لقَتْلِـــنا  فرضيتُــمْ

أن تكــونوا كِــلابَ  ضَـأْنٍ  وصَيْـــدِ

فرَبَضتُـمْ علــى الصُّـدورِ  عُقــوداً

وحَكَمْتُــمْ بغَيْـرِ  شَــرْطٍ  وقَيْـــدِ

وأقَمْتُــمْ  مــن  السُّــجونِ  قِـلاعـاً

مُحْكَمــاتِ الأسْــوارِ عـن كُلِّ رَصْـدِ

لو حَفِظْتُـمْ حِفْـظَ السُّـجونِ بـلاداً

لأُشِـيـدَتْ  قِلاعُهـــا  بالمَجْــــدِ

                    *    *    *

يا نِظـامَ المُخابَراتِ  حُمـاةَ  الأرضِ

لكــنْ  مـــن  أهلِهــــا  بالجَلْــــدِ

أتظُنُّــونَ  أنَّكُــمْ  قـد  حَسَــمْتُمْ

آخِـرَ الشَّـوْطِ  فـي نِـزالِ  التَّحـدِّي

ما تـزالُ الوُرودُ في الشَّــامِ بيضــاءَ

تضــاهـي  صفـاءَكُــمْ  بالحِقْـــدِ 

فارقُبــوا الفَجْـرَ بعـدَ ليـلٍ طويـلٍ

فَهْــوَ    آتٍ    ببُـــرْدَةٍ    مــن  وَرْدِ

ســوفُ  تمضــونَ  للمـزابِـلِ  أمَّـــا

نحــنُ باقـونَ  في عبيــرِ  الخُلْــدِ