مساء الورد
يَعِزُّ عليَّ الهَجْرُ ، والهَجْرُ عَلْقَمُ
ولكنَّها الأقدَارُ ، تُبْكي وتُبْسِمُ
وأعظمُ من ذاكَ الذي صارَ حاصلاً
جحودٌ ، وإنكارٌ ،. متى شاءَ يَظلِمُ
ولا شكَّ أنَّ المرءَ يَعلو بِحُـبِّـه
ويَهْبِطُ مِنْ ذا الغَدْرِ ، والغدرُ أقْتَمُ
فسبحان َ مَنْ سوَّى الخلائقَ كُـلِّها
ومَيَّزَ أهْلَ العَقْلِ ، والعَقْلُ أكْرَمُ
فدعْ في الهَوى مَنْ كانَ يَسْعَى غِوايَةً
ويُخْفي بذورَ السُّمِّ ، فالبَيْنُ أرْحَمُ
ألا أيُّها المُحْتَالُ رفقاً ولا تَكُنْ
كمَا الثَّعْلبِ المَكَّارِ ، تَغْفُو وتَهْجِمُ
فمَا عادَ في الخَفَّاقِ عِشْقٌ ولاهَوى
وماعُدْتُ مِنْ ليلى عَلى الحُبِّ أُرْغَمُ
فما حِيلتي والنـَّأيُّ أصبحَ بَلْسَمِي
ومِمَّا أعَاني ، دَمْعُ عَيْنِي يُتَرْجِمُ
عَذابٌ مُقِيْمٌ بَيْدَ أنِّي على الوَفَا
ويَعْظُمُ أهْلُ الصِّدْقِ والصِّدْقُ أعْظَمُ
وسوم: العدد 817