قال الله تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ ، تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ ، فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ ، وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ، لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾26/ الأنفال .
الملجأ الأعلى هدى = الرحمنِ لا زيف المللْ
للمكتوين من المكاره= في الحياة وقد حَصَلْ
وبه الخلاصُ وقد تفاقَمَ= في الورى مكرُ الدولْ
أعداءُ أُمتِنا الذين = تطاولوا والخطْبُ جَلْ
بالكيدِ بالتهديدِ إذْ=قَصْفُ المدافعِ لم يزلْ
يَرمي مرابعَنا الجميلةَ= بالمآسي و العللْ
بالحقدِ بالحِممِ التي=من نارِها الأفْقُ اشتعلْ
هذي رواياتٌ موثَّقةٌ = لخطبٍ قد نزلْ
والأُمَّةُ الكلمى وحاديها = المنوَّمُ في العسلْ
تبكي عليها الأمسياتُ = المقمراتُ بلا أملْ !
فلقد تمادى غيُّ أهلِ = الكفرِ في كلِّ السُّبلْ
واليأسُ كادَ يميتُ روحَ= العزِّ في صدرِ البطلْ !
تاريخُ أُمَّتنا المجيدةِ = ليس فيه المُبْتَذَلْ
أيامُها العَبِقَاتُ فاحتْ = بالمآثر للأُوَلْ
فهي النُّبُوَّةُ والخلافةُ = والرجالُ أُولو العملْ
المتَّقون الصَّالحون = ولم تجدْ فيهم كسلْ
ساروا بدينِ اللهِ =بالإيثارِ والشَّرعِ الأجلْ
آفاقُهم تَدوي بأحلى = ماتُصاغُ به الجُمَلْ
اللهُ أكبرُ : وَهْجُهَا= عزْمٌ لأيَّامِ الطَّفَلْ
والصبحُ يُشرقُ بالفضائلِ = والسَّنَى الدَّفاقِ هَلْ
هذا هو الإسلامُ مَنْ = عادى هُدَى الإسلامِ ذَلْ
قد عانَقَتْهُ قلوبُ أهلِ = الخيرِ من دونِ المِلَلْ
لم يَنْءَ عنه سوى الشَّقيِّ = تقاذفَتْهُ يدُ الثَّكلْ
وبحبلِه اعتصَمَ الرجالُ = رجالُ وجهٍ لا يُمَلْ
فيه المروءةُ والبطولةُ =والمودَّةُ و الأملْ
هم خيرُ مَن واسى ومَنْ = أوفى ومَن فيها عّدّلْ
المسلمون تواثبوا= والصَّالحاتُ هي الخَوَلْ
وهي الغنيمةُ في الحياةِ = وسعيُهم فيها اكتملْ
ضلَّ الطريقَ سِواهُمُ= فحياتُهم بنتُ الهزلْ
لهوٌ وبهرجُ زينةٍ = فالمُمْعِنُ الأشقى اختبَلْ
قد عاشَ يُغريه السَّرابُ = ولانَ معْ قومٍ سَفَلْ
وكبائرُ الآثامِ كانتْ= عندَه بئسَ العملْ
تجتاحُه الهمزاتُ تجعلُه = بمرماها ثَمِلْ
فقرينُه الشَّيْطانُ زيَّنَ = فِعلَه فبه اشتغلْ
أَرَأيتُموهُ مدجَّجا = بسلاحِه هذا الخبلْ
والمسجدان أتاهما= بالحقدِ فالأشقى وصلْ
وجدَ المصلين الأفاضلَ = آمنينَ ، فهاجَ ، بلْ :
غنَّى وأطلقَ حقدَه =فهفا الرصاصُ على عَجَلْ
وإلى القلوبِ الطاهراتِ = لهيبُه وافى و حَلْ
خمسون بَرًّا في المكانِ = استُشْهِدُوا فالأمرُ جلْ
والآخرون جراحُهم=تُدمي القلوبَ لِما حَصَلْ
والمجرمُ الملعونُ يضحكُ = ساخرًا فلقد نَهَلْ
أدمتْ قلوبَ الأمَّةِ = اللأواءُ ممَّا قد حَصَلْ
وتأججتْ بصدورنا = النيرانُ للثأرِ اختُزِلْ
واسودَّ وجهُ الأفقِ أغضبَه = اللعينُ بما فَعَلْ
تحكي أُفولَ بهائه=متلجلِجا سوءُ الدَّغلْ
أعبارةَ الجرمِ الشَّنيعِ = تعللي بهوى الدولْ
بهوى الجناةِ فإنَّهم =أهلُ المراوغةِ السَّفلْ
واسترسلي فالزورُ نمَّقه = لهم عبثُ المِللْ
جُمَلُ العزاءِ كذوبةٌ =بل مكرُهم لا يُحتَمَلْ
والمكتوون بنارهم=في حيرةٍ منها : أجلْ
آذانُهم لاتسمعُ الهذرَ = الرخيصَ لِما نَزَلْ
عمليَّةٌ مأفونةٌ=لشقيِّ قومٍ لم يُغَلْ
والفعلُ ليس لجاهلٍ=أبدأ وليس بمفتعلْ
فشقِيُّها المأروضُ أرسله = بُغاةٌ في عجلْ
يستعرضون نتائجَ =الإرهابِ إرهابِ الدولْ
فهل انطوى عهدُ الإباءِ = ونجمه الأسنى أفلْ !
وعهودُه الزهراءُ هلْ=أخوتْ وهل لعودتِها أملْ !
فَلْيَسأَلُوا : ماذا ؟ وما ؟=وعلامَ ضجَّتُهم ؟ وهلْ !
قولوا لهم : مازالَ تحتَ = رمادِها يُذكَى ذَحَلْ
وهي الليالي لم تزلْ=حبلى وربِّك لم تزلْ
والجِذلُ باقٍ قُلْ لهم=والفرعُ أمرعَ ما ذَبَلْ
والأفْقُ ينتظرُ الضُّحى= ليُزيلَ ما صنعَ الدَّجلْ
قُلْ للبريَِّةِ كلِّها=بشراكِ إنَّ النُّورَ هَلّْ
هذي رسالتُنا لهم=فيها الأُخوَّةُ لا تُذَلْ
والوُدُّ بالتحنانُ في =أحناءِ أمَّتِنا يُجَلّ
هي شرعةُ الرحمنِ لم=يلحقْ هُداها من خللْ
هي دعوةُ الفوزِ المبينِ = لكلِّ إنسانٍ عَقَلْ
هي صوتُ كلِّ الأنبياءِ= فدعْ فلاسفةَ المِلَلْ
نوحٌ وموسى ثمَّ عيسى = والنَّبِيُّونَ الأُوَلْ
نادَوْا بما أمرَ الإلهُ = وكلُّهم منها نهلْ
إذْ بشَّروا بِمُحَمّّدٍ=وبه الوفاءُ قد استَهَلْ
كم عاقلٍ فَطِنٍ أتى=وبروضِ شرعتِه نَزَلْ
ومفكّرٍ في فكرِه=قد عاشَ تخدعُه المقلْ !
حتى رأى وجه الحقيقةِ = مشرقًا وبه استَدَلْ
قد كان مجروحَ الرؤى=فالجُرحُ عُوفيَ واندمَلْ
واليومَ أعلنَها لهم=لم يخشَ والوهمُ انْفَتَلْ
لمَّا رأى صُحًفَ الغيوبِ = تبلَّجتْ في مُقْتَبََلْ
فَدَنَا إلى القيمِ الرفيعةِ = إذْ لبهجَتِها بَذَلْ
ومضى يُحَاِججُ مَن لوى=عُنُقَ المِراءِ به الفَشَلْ
حتى اطمأنَّ لحكمةٍ=وسعى لِجَنَّتِها عَجِلْ
هاهم إلى قرآنِنا=شدُّوا الركائبَ للنُّقَلْ
من ظلمةِ الدنيا إلى= نورٍ به تُنْفَى العللْ
طوبى لِمَنْ باللهِ آمَنَ = ثمَّ جافى الخِبَّ ضَلْ
إسلامُنا للناسِ منطلقٌ = له أسمى السُّبُلْ
المرءُ في الدنيا على=شِريانِ فطرتِه جُبِلْ
قد جاءَ مولودًا ولكنْ = حيثُما وافى و حَلّ
أرأيْتَ كم قد أسلموا=وبكفرِهم كان الثِّقَلْ
فهو الوفاءُ لعهدِ بارئِهم = به دِيْنٌ نزَلْ
أمَّا الذين تنكَّرُوا=فمآلُهم مأوى هُبَلْ
من طينهم يُنْمَى ، فقُلْ :=هذا الزَّنيمُ وما فَعَلْ
شتَّانَ بينَ مُبَرَّأ=فاعلمْ وبينَ بني الدَّغَلْ
والملجأُ الإسلامُ فالجأْ = تَنْجُ من جُرٌفِ الزللْ
دنياكَ فانيةٌ فعشْ=مثلَ الذي يخشى الأَجَلْ
فهفا إلى محرابِه=وَرَجَا المهبمنَ وابتهلْ
ونأى عن الغيِّ القبيحِ = وعن رذائِلِه اعتزلْ
إذْ عاشَ ربَّانيَّ إسلامٍ = ولا يرضى بَدَلْ
والمجرمُ الملعونُ مأواهُ = الجحيمُ بها اشتعلْ