هلك أبرهة حين استبدت به الحماقة وركبه الجنون فحاول المستحيل فقصمه اللَّه تعالى وأنزل فيه قرآناً يتلى إلى آخر الدهر، ومصير أبرهة مصير كل من يريد السوء بالإسلام والمسلمين والعرب عامة، وبهذه البلاد المباركة خاصة، ذلك أنها أرض الحرمين الشريفين ومأرز الإيمان، ورايتها الخضراء تحمل أغلى الغوالي «لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه» لتقول للدنيا كلها: هذا أنا وهذه هويتي.
1- من قرب.
محروسةٌ يا ديار البيت والحرمِ=محروسة يا ملاذ المجد والكرمِ
محروسة بقلوب المسلمين فهم=أجنادُكِ الصيدُ من عرب ومن عجم
محروسة بصدور لم تهبْ أحداً=تتيه بالراية الخضرا على الأُمَمِ
محروسة بدعاء ما يزال شذاً=وديمة في السهول الفيح والقمم
محروسة، أمةُ المليار عدتها=من ظامئات إلى صون الحمى
ممن يرون الأذى في اللَّه مكرمةً=والموتَ أوسمةً قد سطرت بدم
* * *=* * *
وقامةٌ أنت بالفرسان قد شمخت=والغاليات من الأخلاق والشيم
واللَّه أعلم لما اختارها وطناً=لدينه في سجل اللوح والقلم
كانت وتبقى له ظئراً وواقية=ما أشرق النور يمحو داجي الظلم
* * *=* * *
قولي لمن أرجفوا زوراً ومن مردوا=اللَّه أكبر من عاد ومن إرم
ومن أمانٍ دميمات تجيش بكم=تدور من مجرم منكم إلى نهم
فوَّضت للَّه أمري فهو لي وَزَرٌ=وقدرة اللَّه يا باغون معتصمي
وأنت يا أيها المغرور عاصفة=هوجاء تمضي كما هبت ومن أَمَمِ([1])
إن كنت أبرهة فاذكر نهايته=والطير من فوقه ترميه بالحمم
حتى غدا مثل عصف بائد مزقاً=يقتاته الذرُّ بعد الدود والغنم
إن الأبابيل حرَّاس كأسيفنا=ونحن والخلد أترابٌ من القدم
فارقب مصيرك إن البغي مهلكة=واجعلْ ضريحك من بؤس ومن ندم
* * *=* * *
غداً ستفنى ونبقى نحن أمنيةً=تجول في هذه الدنيا بكل فم
تبني وتهدي وتحبو الناس ما رغبوا=كأنها الغيث بعد الجدب للنَّسَم