= كي لا ننسى.. =
وغدَ الزَّمانِ وأصلَ كلِّ بلاءِ=ما كنتَ إلا خادِمَ الأعداءِ
دمَّرتَ سوريَّا بحقدِكَ عامدًا=وتقولُ: إنَّكَ فارِسُ الهيجاءِ!
في لحظةٍ بحماةَ غدرًا عامدًا=قتَّلتَ آلافًا من السُّجناءِ
لمْ تخلُ دارٌ في البلادِ بأسرِها=من نكبةٍ في الفتكةِ العمياءِ
كلُّ المفاسِدِ والمظالِمِ صُنتَها=وبها تفشَّتْ سائر الأدواءِ
ووأدْتَ ما قد عزَّ من قيمٍ لنا=وهدَمْتَ ما قد كانَ خيرَ بناءِ
حربًا على الإسلامِ جئتَ مزوَّدًا=بالحقدِ عمَّن ساءَ من آباءِ
بُغضٌ تسعَّرَ في فؤادِكَ حرُّهُ=هو شرُّ ما قد كانَ من بغضاءِ
أعداؤنا لو أنَّهم حكموا بنا=فلربَّما شعروا ببعضِ حياءِ!
لكنَّما الإجرامُ منكَ سجيَّةً=أُورِثتَها من أخبثِ الخبثاءِ
والطَّامعونَ بما وعدتَ مُنافِقًا=كانوا على الأيَّامِ أهلَ غباءِ
ما كانَ بِدعًا ما فعلتَ فأنتَ منْ=ضلَّلتَ من خُدِعوا بشرِّ دهاءِ
كم ذَبَّحوا الآلافَ في الحَرَمِ الذي=للهِ شُيِّدَ مأمنَ الغرباءِ
في الليلِ ناموا الآمنينَ وقُتِّلوا=بترًا، وذبحًا سالَ نهرَ دماءِ
وتركتَ قردًا زادَ عنكَ تقيَّةً=وجرائمًا فاقتْ على الإحصاءِ
وهبَ البلادَ لكلِّ طاغٍ كافرٍ=فإذا البلادُ مسارحُ الدُّخلاءِ
فإذا بسوريَّا العزيزةِ قسمةٌ=أمسَتْ لعلجٍ عن ثراها ناءِ
هذا الذي قد كانَ من أجدادِكم =أورثتموهُ لنشرِ كلِّ بلاءِ
وبه دُعيتَ لكلِّ عِهرٍ حافظًا=عنه تمخَّضَ ألفُ الفِ عداءِ
فعليكَ لعنةُ ربِّنا عبرَ المدى=يا شرَّ من قد ذلَّ للاعداءِ
وعلى بنيكَ وكلِّ آلِكَ ذِلَّةٌ=فيها يُلاقي الكلُّ شرَّ فناءِ