وقد منَّ الله به علينا في 14 -9 -1969
عمراً مديداً مباركاً يا بُنَيَّ
يا ويحَ عقلي أُنْسيَ الأشعارا= لكنّ حقّاً ولّدَ الأفكارا
هو حقُّ ذكرى مولدٍ وهّاجةٍ = في القلب يهتنُ غيثُها مدرارا
فتدفّقتْ منها العروقُ سخيّةً = وسقتْ حشايَ فما يحسّ أُوارا
يا طيبَها ذكرى تظلُّ تعيشُها =في حفظ مَن خلق الورى أطوارا
ترعى رعيتَك الّتي أُعطيتَها = ممَّن حباك مراقياً ووقارا
ووقاكمُ اللهُ العليُّ مفاتناً = ووقاكمُ، من خلْقه ، الأشرارا
* * *=* * *
عمراً مديداً ،يا بُنَيَّ،مع التّقى = إنّ التّقى ليُباركُ الأعمارا
فلربّما سلخ امرُؤٌ من عمره = مئةَ، ولكن ما استطاب ثمارا
لم يسقِ غرساً من مياه صلاحه = فإذا الغراسُ تثَمّرُ المُرّارا
طوبى لمَن عمَر السّنينَ صلاحُه= طوبى لمَن هزم الهوى الغَرّارا
طوبى لجارحةٍ تمارس حقّها =في غير معصيةٍ تجُرُّ بَوارا
العمر تقضيه بطاعة ربّنا = هو نعمةٌ تستوجب الأذكارا
والعمر مزرعةٌ إذا ما اسْتُثمِرَتْ = بالخير نجني عزّةً وفَخارا
* * *=* * *
إنّي نظرتُ إلى السّنينَ، وقد مضتْ= فوجدتُ فيها السّعدَ وألأضرارا
فالسّعدُ يومَ وُلدتمُ في صيحةٍ = من شيبتي، فملأتمُ الأعمارا
وزكا بكم عمرٌ زكاةَ غيوثكم = غيثٌ أحال جدوبةً أثمارا
يا طيبَها أثمارَ روض طفولةٍ = ذقنا بها شهداً شفى الأكدارا
ما كنتِ يا أيّامَها إلاّ صدَى= من جنّة الأخرى ارتضتْ أبرارا
لكنّ ذاك الرّوضَ صوّح باكراً= حتّى استحال بلاقعاً وغبارا
ما عدتُ أشتمّ النّسيمَ عليلًه =ما عدتُ أبصرُ في الحمى الأزهارا
ما عادتٍ الآذانُ تسمع سجعةً =ما عدتُ أسمع في الرّبوع هزارا
رحل الهزارُ عن الرّبوع ، وما درى= أنّ السّرورَ بربعنا قد طارا
وتبدّلتْ أحوالنا في شِرّةٍ = ونعيق غربانٍ علا الأشجارا
ذاك الهزارُ بقيدِه متَطَلّعٌ = نحو الرّبوع يبثّها الأسرارا
ما كان يعلم أنْ سيحدُثُ بعدَه = في روضه ما يقتلُ النّوّارا
يا ربّ فرّجْ كربَه وهمومه =واغفر لنا إسرارَنا وجهارا
وامننْ علينا بالأسير مُحَرّرَا =كيما نحَرّك للّقا أوتاراً
فيعود روضي ، والنّضارةُ وجهُهُ =ويعود طيري يُنشدُ الأذكارا