الكرم الأوروبي

قبل أيام تمخض الجمل فولد فأراً و تبرَّع الاتحاد الأوربي بقبول ١٥٠٠ من الأطفال السوريين القُصَّر على أراضيه كلاجئين. دمعت عيني على هذا الكرم الحاتمي وهذه النظرة الإنسانية الحانية في هذا الزمن اللا إنساني :

تبّاً لكم أوَ ما استحيتم يا تُرى

لمّا زعمتم أن ستؤوا القُصَّرا

أيعيشُ فرعٌ قد نأى عن أصله

من بعد أن عنه يُبتَّ و يُبتَرا

والأصلُ لمّا عنه ينأى فرعُه

هل يستطيعُ تحمُّلاً و تصبُّرا

خِلنا لنا ستُمدُّ أيديكم ندىً

ما قد ظننّا مدَّها كي تمكُرا

خِلنا بها ورداً يفوح عبيره

وإذا بها صارت علينا خنجرا

تعدو الذِّئاب على القطيع و إنَّها

تختارُ شاردَها و تهوى الأصغرا

حتّى تفوزَ به وتنهشَ لحمه

فعظامُه سهلٌ لأن تتكسّرا

و ذئابُ وادي الغرب هذا دأبها

من صون حقِّ الطفل تبغي مُنكرا

لسنا نريدُ لطفلنا أن يرتمي

في قعرِ أوحال الضلال فيكفرا

لسنا نريد لطفلنا ان يرتقي

في جسمه، والفكرِ أن يتأخرا

لسنا نريد لطفلنا أرضاً حوت

رجساً لكي في أصلها يتجذَّرا

لسنا نريدُ له ليبقى آمناً

جسداً و بعدُ عقيدةً أن يُقبرا

لسنا نريدُ الطفلَ حيّاً بعدما

قد صار من أخلاقه متحرِّرا

تبّاً لكم شكت المروءةُ زيفكم

قد آن عنكم أن تنمَّ وتُخبرا

أبِلين ملمسكم وزيف بريقكم

ستضلِّلون أولي البراءة في الورى؟

عودُ الطفولة في رُبانا أخضرٌ

ولسوف يبقى في حمانا أخضرا

لا لن نفرِّطَ في طفو لتنا ولا

نرضى لها في أرضكم ان تُبذرا

في أرضنا الأطفالٌ غرسٌ طيبٌ

نرجو له في ديننا أن يزهرا

لا ليس يخدعنا بريق رعودكم

والله أوصى منكم أن نحذرا

مكرٌ بثوب  مروءةٍ وشهامة

لن تستطيع لزيفه أن تستُرا

تبّاً لكم بئتم بسوء خلاقكم

مثل الثعالب مكركم لن يُعذَرا