الفيروس العروس
عكَّرتَ صفوَ حياتنا فيروس
وعليك قد نقمت نُهى و نفوس
فلكم أخذت بسيف بطشك غافلاً
منا وكم صُرفت عليك فلوس
يا أيُّها الفيروس حسبُك أنَّ من
تسطو عليه من الورى منحوس
لو ما وجدت لديه نقص مناعة
ما كنت تغشى خَلبَه و تدوس
حتى غدا المسكينُ منك موَجَّساً
ويظنُّ أنَّ شفاءه ميؤوس
يا أيها الجرم الصغير أخفتنا
هل فيك كلُّ فضائنا متروس
ما إن تُرى في الشرق تفتك عابثاً
حتى يُرى في الغرب منك عُبوس
فكأنّما بالرُّعبِ تخترق الحوا
جز و الحدود و في الديار تجوس
أستاذُنا ( الحلّاجُ) صرَّح مرّة
ولكم له كانت تقام دروس
هو تحت سطوتك الأنامُ معاشُهم
فالبعض ليس تطاله محروس
أما الذي منك السقامُ أصابه
فهو الشقيُّ البائسُ المتعوس
يا أيها الفيروس دونك لم تُفد
عددٌ بها نلقى العدا و تروس
ما من سبيلٍ عنك غيرُ هروبنا
و عن الأحبّة بُعدنا و حبوس
شغلَ الأنامَ الحربُ ضدك جملة
فرسٌ و رومٌ، مسلمٌ و مجوس
صحفٌ و أقلام و هيئات ومنتد
ياتُ ضجّت كلُّها و طروس
والكلُّ فيك وعنك يقضي وقته
فكأنَه حفلٌ و أنت عروس
وسوم: العدد 869