((في وداع رمضان )) دموعٌ ساجدات
ما بالُ خيلك مسرجاتْ… كنُجومِ ليلك سابحاتْ
تغدو على مهَلٍ لساحتنا وتُدبرُ مسرعاتْ
تمضي ولم نُروِ الغليلَ ولم نروِّ الظامئاتْ
تمضي ولم نُشفِ العليلَ من الذنوب الموبقاتْ
تمضي وبعض صفاتنا لمّا تزل نفسَ الصفاتْ
فعسى نداك بطهره غطى جبال السيئات
وعسى المتابُ بساحتيك أتى بأحلى الأمنيات
وعسى الرزايا أن ذهبن مع الخطايا الذاهباتْ
هَمَت الدموع على فراقكَ والمدامعُ هائمات
بكَ أيها الشهر المعتَّقُ بالليالي المسكراتْ
من غير خمرٍ فالجمالُ سبى العقولَ النابهاتْ
يا دعوة الأسحارِ واستغفارَ روضِ الذارياتْ
يا جنةَ الأنوار عند الباقيات الصالحاتْ
يا بهجة الآيات من وحي الإله مرتلاتْ
رفقاً بحزنِ الراكعين وبالدموع الساجداتْ
وخشوعِ أدعيةٍ سألنَ وبالإجابةِ موقناتْ
يبكيك قلبي راجياً فعسى تعودُ العائداتْ
إن كان في عمري بقايا من ليالٍ باقياتْ
أما وإن حلَّ الردى وبكت عليَّ النائحاتْ
فعساك ذخراً في الحياةِ وعدةً بعد الممات
وسوم: العدد 878