( ذكريات عمرها يتجاوز خمسين عاماً أو يزيد ! منها : بازار الفرجة يوم ٌ تجتمع فيه القرى والأرياف والمدن القريبة ! والطنك هو سيارة نقل صغيرة تتسع لثمانية ، وتحمل أضعاف حمولتها !؟ )
صُورٌ تلوح بخاطري ، وكأنها .... حلمٌ ! وماأحلاه في الأصحاب !!
** إبراهيم : أستاذنا الأديب الشهيد إبراهيم عاصي - طيّب الله ثراه
أين الصبا ومرابعٌ وروابي ...؟ = ونسائمُ الأشواق للأحباب ؟
أين الدوالي شامخاتٍ للعلا ؟ = وظلالُها في الدار ظِلُّ سَحابِ !
أين الحمائمُ فوق سطح بيوتِنا = يهدِلْنَ في التسبيح للوهّاب !!
أين الشتاءُ مزمجِراً برعوده ؟ = أُسْداً تزمجر وحدَها في الغاب !
بثلوجه غطّى الحِمى ، وثيابُه = ياحُسنَها البيضاء من أثواب !!
أين الربيعُ وقد دعانا للهوى ! = فهفا القصيدُ مُدَلّهَ الإعجاب !!!
جسرُ الشغورِ جنائنٌ ومفاتنٌ ! = تَسبي العقولَ بحُسنها الخَلّابِ !!
أين المآذنُ أيقظتْ بندائها .... = فجْرَ الجمال بلونه العُنّابي ... !!
أين المجالسُ قد زهتْ بشبابها = أين المساجدُ زُيّنَتْ بقباب .. !
أين المواعظُ مُزهراتٍ بالهدى .. = ودموع زُهّادٍ لدى المحراب !!
بل أين إبراهيمُ زينتُها الذي ... = لم يخشَ يوماً عصبةَ الإرهاب !؟ **
أين اللقاءُ بيوم عيدٍ إخوةً ..؟. = يتزاورون ! ولاتَ حينَ عِتاب !!
حتى القبورُ ازّ ينتْ بصباحه ! = بدعاء مبتهل ، وذِكر مآب !!
بالورد والريحان غَطّى وَحشةً = ومدامع أنّتْ مع التسكاب ؟
أين الذين توافدوا لمَشاهدٍ ... ؟ = في السوق ، في بازاره الجذّاب ؟
هذا أتى بخضاره متفائلاً ... ! = وجوارُه بعجائب الألعا ب ... !
فالكلُّ في البازار يبغي حظّه .. ! = ممّا حواه السوقُ من أطياب !!
والسيفُ والسروالُ زينةُ دبكةٍ .. = والطبلُ والمزمارُ في إطراب !!
بل أين ( طنكٌ ) في المساء يُقِلُّنا = في زحمة الأشياء والرُّكاب ... !؟
يمضي وقد ألِفَ الجميعُ أنينَه ! = لايشتكي ، مستسلماً لصعاب !؟
في جوفه عشرٌ ، وعشرٌ فوقَه ...! = وبقيةُ الركاب عند الباب .... !؟
مستبشرين! ولا يُعَكّر صفوَهم ..! = شيءٌ ! وهم في فرحةٍ بإياب !!