الأرضُ أَسئلَةٌ تُوَّجِعُ آهتي!!
يُتاجِرونَ في مبادئِ الصَّهيلِ،
فانحَنَتْ بِحارُنا خَجَلاً...!!
وأَصبَحَ الصَّهيلُ بِلا صوتْ!!
وَيَقطِفونَ منْ عُيونِنا النَّخيلَ،
يركَعُ الصَّباحُ،
يَشتَكي النَّخيلُ أَبجديَّةَ الموتْ...!!
ويَكتُبُ التَّاريخُ في دمي خُرافَةً...
حُروفُها تباهَتْ...
في "أبي جهلٍ" أَميراً...
والخُيولُ تَلوبُ أَوجَعَها الصَّمتْ..!!
وداعِسٌ تُقاتِلُ الغَبْراءَ،
والدِّماءُ في عُروبَتي تَصيحُ جُلجُلَةً
فَتَغْسِلُ الدُّموعُ دَمْعَةَ البيتْ
يَتَدَحْرَجُ المكانُ صاعِداً...
فَيَشْتَهي الرَّغيفَ،
والرَّغيفُ يحمِلُهُ العَفَنْ!!
فَيَذرِفُ الدُّموعَ في وطنٍ..
يَجوعُ بينَ أَوجاعِ المِحَنْ!!!
فَكَيفَ تَنتَمي الهَزيمةُ لي؟؟
وكيفَ يَرشُقُ النَّهارَ عَتمَةٌ
ويُغْتَصَبُ الوطن؟؟
وكيفَ ضاعَتْ العُروبَةُ من يدي
كَخيبَةٍ...
لَبِسَتْ عَباءَةَ الدُّخانْ؟؟
جَلَدوا " صلاحَ الدينِ"،
أَشعلوا في الخيولِ خُنوثَةً...!!
فَتَوَقَّفتْ فينا القوافِلُ آهةً
تَبكي المَكانْ!!
والأرضُ أَسئلَةٌ توجِّعُ دمعتي
والصَّمتُ يَكسِرني على جوابِ خَيْبَتي
فَيَحضُنُني الظَّلامْ!!
وقَرأْتُ في التَّاريخِ،
كَيْفَ تَنْدُبُ "اليرموكُ" دمعَ بُطولَةٍ
فَقَدَتْ تَفاصيلَ الغَمامْ؟؟
فَكَيْفَ أَصبَحَتْ عُروبَتي
على المرايا مِثلَ دَمٍ يَنوحُ
ودمعةٍ سكرى...
على وجَعِ اليَمامْ
أَأَبِيْتُ فارغَ اليَدينِ؟؟
فَكَيْفَ يَعْرِفُني الصَّباحُ،
وما مشى معي دمي
يُبَلِّلُ الثَّرى؟؟
وما هزَّتْ يدي أُفُقَ السَّحابْ
خَلَتْ شوارِعُنا مِنَ الورودِ،
ما مشَتْ لِشَمسِ حَنينِها!!!
وتَعودُ تَسأَلُ كَيْفَ عُلِّقَتْ خُطايَ
فوقَ أسلاكِ السَّرابْ؟؟
ولَهْفَةُ المكانِ دمعَةٌ
على تُرابِ روحي
يَشْتَهي مَذاقَها فَمُ الزَّوالْ
تَعَرىَّ من يدي المكانُ،
كَيْفَ أَحمِلُ رَفَّ شمسٍ
تَستَريحُ إليهِ دَمعَةُ الحمامِ؟؟
هل نَسيتُ كيفَ أَمتَطي الصَّهيلَ،
في متاهَةِ الرِّمالْ؟؟
ويَبكي " خالدٌ" مَعارِكاً
تَنازَلَتْ عُروبَتي عنِ انتصارِها
لتعبَثَ باحتِفاءِ كَذِبَةٍ
تَعيشُ خِدعَةَ الخيالْ!!
ويَكتُبونَ كذبَهُم منفىً
على رحيلِ آخر الشَّظايا من دمي
فَتَصرخُ الشَّظايا، تصرخُ:
في دمي وطنٌ يُقَدِّسُ الرِّجالْ!!
أَأَبقى في منافي ذاتي؟؟
لا أُصَدِّقُ أَنَّ سيفي باعَهُ تُجَّارُ وقتٍ
وانتهى شَدُّ الرِّحالْ!!
لا شيءَ فَسَّرَ السُّكوتَ،
أَمامَ مُفرداتِ هذي الأرضِ،
غَيْرُ مَهانةٍ قَرَأَتْ عُروبَتي
فَسالَ دمي على وَجَعِ الكِتابْ!!
و"طارقٌ" يَمتَدُّ في عَطَشِ المكانِ،
سؤالَ أَوجاعٍ...
فلا يجدِ السيوفَ،
ولا يرى سُفُنَاً...
لِيَكسِرَ المنافي...
عن سواحِلِ الهِضابْ
والوقتُ يَحرِقُهُ غُرابٌ
واقِفٌ على دُموعِ صَفحةِ التَّاريخِ،
يَشْمُتُ بالعُروبَةِ،
مِثلَما شَمتَ الجَفافُ بالسَّحابْ
أَأَمشي في مَتاهَةِ الأحزانِ؟؟
هلْ كُتِبَتْ على دمي قِراءَةَ ذبحِهِ
على متاهاتِ الطَّريقِ؟؟
فكيفَ تغسِلُهُ الدُّموعُ،
ولا أَزالُ أَسمعُ الثَّرى
كجمرةِ العِتابْ؟؟!!!
وسوم: العدد 886