يا عبدنا أقبل فدارُ كرامتي..
رحمك الله يا عبد الكريم... رحمك الله يا أبا حسن...يا حسن السيرة والعشرة، وحسن الأصل والمنبت، ولمن يريد أن يعرف شيئًا عنه فأستميحه عذرًا أني إذا عرفت به فلن أوفيه حقه، معرّجا بذلك إلى ذكر مدينته التي أنجبته، ولقمم المعالي ارتقت به ورفعته..
أجل إنه أحد أبنائك البررة يا ريحانة القلب يا جسر الشغور، إنه إحدى عطاياك الوافرة، وورودك الزاهرة يا بلدة المجاهدين، وصومعة الصابرين، وعرين الثابتين على الحق المبين...إنه ثمرة من ثمارك اليانعة، و مصباح من مصابيحك الساطعة... إنه ابن بلدة بداما البار، التي مَنحتْ فجادت، وأعطت من أمثاله فأجزلت، أعطت رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقضوا نحبهم وهم على العهد باقون وإلى رضوان ربهم يتسابقون...إنه الأخ الكريم، عبد الكريم حمودي، الذي ما رآه مخبت صادق إلا أحبه وألفه، وبدا له وكأنه من غابر السنين قد عرفه، متزن وقور، وداعية على دينه غيور، ثوب الحياء يُزينه، ورداء الوقار يبجله...هاجر في الله، وتنقل بين الأمصار، حتى غدت له عمان دار مقامة واستقرار...وبها تزوج كريمة من كرام، وأنجب أولادًا ذوي نضرة وأكمام... فكان نعم الصهر ونعم الأب... وقبل ذلك وبعده، نعم الأخ الداعي إلى الله على هدًى وبصيرة...واليوم وهو في أوج عطائه، والدنيا من حوله تموج بالفتن...شاء الله أن يختاره إلى جواره، ويُنجيه من تلك الفتن الهوجاء...اللهم اغفر له وارحمه، وأسكنه الفردوس الأعلى من جنتك، وعوّض الأمّة خيرًا، إنك سميع مجيب.
وهذه قصيدة أرثيه بها، أرجو بها من الله الأجر والثواب، وحسن المآب:
يا عبدنا أقبل فدارُ كرامتي...
وسوم: العدد887