حصاران ، غزةُ ، يا للبلاء ! = حصارُ عدوٍ ، حصارٌ بداء !
إلهي ! إلهيَ ! أين الملاذ ؟! = وأين نراها ظلال الوقاء ؟!
كورونا أغار علينا مغاراً = وكنا حسبناه نائي الوباء
أنمكث في البيت دون خروج = عصافير في الأسر دون غناء ؟!
ونهجر أعمالنا مهملاتٍ = معطلة دون أي أداء ؟!
وتغدو المساجد مهجورة = تنادي وما من مجيب نداء ؟!
ونُحرم أنسَ اللقا بالرفاق = وأي رفاق وما من لقاء ؟!
شياطين إنس أحبت لنا = مصابا بداء خبيث عياء
حُسدنا على برئنا منه حينا = تطاول طولا غريب البقاء
فقالوا : أغزة في بؤسها = نجت من كورونا ، فما من عناء ؟!
وكادوا لنا كيدة أظلمت = سحائبَ رعب وعصف بلاء
إلهي ! نجاةً ، شفاءً لنا ! = فمنك النجاة ، ويسر الشفاء
ولا تشمت الحاقدين بنا = ولا تبهجنَ قلوب العداء !
فغزة أرض التقاة النقاة = وغزة أرض الوفا والإباء
وأعداؤها أبداً كائدون = وأعداؤها أبداً في اجتراء
بلطفك ، رباه ، عما قريب = سيزهر فيها ربيع الشفاء
وتهدر أمواج حب الحياة = عباباً صداه بعمق الفضاء
ونرجع ننجز أعمالنا = قلوباً ، عقولاً رِهاف المضاء
ونذهب للمسجد المستحب = أوان الصباح ، أوان المساء
فما العسرُ إلا سويعةُ غم = تليها سريعاً ظلال الرخاء
مشيئة رب قضى أن تكون = ومن ذا يعارض رب القضاء ؟!
وما ذاك إلا لمن يتقي = ويؤمن بالعدل ، عدل السماء
وغزة أرض التقاة النقاة = وغزة للحق جند الفداء
تأبت على جائحات الخطوب =إرادةَ حر وصدق انتماء
فهبها انتصاراً على ما رماها = فإنك أنت مجيب الدعاء