سواكَ أنتَ وأَنتَ وَحدكَ فلسطين
وأَنتَ ما تَبَقى من رَحيقِ جَدِّكَ،
لا تُعاتبْ منْ يطوفُ عليكَ بالنسيانِ،
بلْ عاتِبْ عُروبَةً تخونُ فيكَ رَحيقَ أَرضِكَ،
وأَنتَ ما تَرَكَتْهُ أَمواجُ البِحارِ،
من بقايا جَمرةٍ....
بِأَبجَدِيَّتِها سفينَةُ الرجوعِ،
قد جَبَلَتْكَ رغبَةً أتَتْ من ضِلْعِ قلبِكَ،
مِثلَ أَمواجِ الحِصانْ!!
وأَنتَ خُطوةٌ على حُلُمٍ يُلاحِقُ لَهفَةً
رَكَضَتْ منَ الميناءِ نحو يافا
تُشعِلُ فيَّ ذاكِرَةَ المكانِ،
فتَكْتُبُ الحروفُ اسمي أَبجَدِيَّةً
تُمَزِّقُ الرِّهانْ!!
لماذا ما خَرَجَتْ رؤاكَ منَ المتاهةِ؟؟!!
أنتَ فيكَ شُموخُ اسمِكَ
كيفَ لا تمشي بِهِ؟؟!!
ألا ترى التَّاريخَ يمشي فيكَ قِنديلاً
يُفَتِّشُ عنْ خُطاكَ بينَ أَصواتِ الجِبالْ؟؟
والرحيقُ مشاعِرٌ لا...لا تُباعُ،
فلا تزالُ سنابِلاً تَجَذَّرت على هويَّةِ المَكانْ!!
باعوا دِماءَكَ كِذبَةً وخِيانَةً...
غَسَلوا أَيادِيَهم على شُهَداءِ أَرضِكَ،
والدِّماءُ تَنَهَّدتْ...
سكبوا على فنجانِ قهوتِكَ الرَّمادَ،
فلن تجد سواكَ أنت...
منْ سيكسِرُ الزوالْ!!
أَتستَريحُ تَحتَ عَتْمَةِ المَكانِ،
والحنينُ للثرى أَتى وأَشَعِلَ البحارَ،
موجَةَ
تجول في صَهيلِها الخيولْ؟؟
وكَيْفَ تَكسِرُ الحَنينَ للثَّرى؟؟!!
وكيفَ تُبقي عتمَةً تلوبُ في عَيْنيكَ؟؟!!
ما انكَسَرَتْ قَنادِيلُ النَخيلِ،
فَكيفَ ما انتَفَضَتْ حِجارةُ القَمَرْ؟؟!!
أتخلِطُ السُّؤالَ بالجوابِ،
والجفافُ يمشي فوقَ اسمِكَ
والمواسِمُ تمضي ولا يأتي الربيعُ؟؟!!
فهُزَّ نخلَةَ الهُمومِ،
يُضيءُ فيكَ ندى سَحابَةٍ
على جوابِها همى المَطَرْ!!
سواكَ أَنتَ وأَنتَ وحدكَ
منْ يُلوِّنُ الفَراشَةَ في دِمائِهِ
فَسِرْ وراءَ هذا اللونِ،
لا... لا تشتَهي باباً ولا وعداً
سوى قَطفِ الثَّمَرْ!!
فأَنتَ خُطوَةٌ على حُلُمٍ يُلاحِقُ لَهفَةً
رَكَضَتْ منَ الميناءِ نحو يافا
تُشعِلُ فيَّ ذاكِرَةَ المكانِ،
فَتَكتُبُ الحُروفُ اسمي أَبجَدِيَّةً
تُمَزِّقُ الرِّهانْ
وسوم: العدد 894