يـا مَـنْ يُـشــيـدُ العـالَـمـون بـفــضـلـهِ=وتُعايشُ الأكوانُ فيْـضَ سناكا
يـا مَـن صـنـعـــتَ حـضارةً وريــادةً=قـد سطَّرتْها في العـلا يُـمـنـاكا
وورِثـتَ إرْثَ الأنـبــيـاءِ وفـضـلَـهـمْ=أكْــرِمْ بـمـا ربُّ الـورى آتـاكا
واللهُ قــدْ أثْـــنـى عـلـيْـــكَ بـوَحْـــيـهِ=لـكَ مـنه ذِكْـرٌ لـمْ يكـن لسِواكا
أنــت الَّـذي أعـطـيْــتَ دون تــواكُـلٍ=فسما العـطاءُ وجـاوَز الأفـلاكا
وغـرسْتَ في دنـيا الـمَكارمِ غـرسَهـا=فـنــمـا بـمـا قــدْ قـدَّمَـتـه يـداكا
وعصَرتَ فِكرَك كيْ تضيء مَشاعِلًا=بـالعـلمِ تُهدي فـيهِ بعضَ نـداكا
ووهـبْـتَ قـلـبَـك نــازفًـا شـــريــانُـه=كيْ تمنحَ الأزهارَ فـوْحَ شذاكا
يـا مَـن سهِـرتَ الـلَّـيْـلَ قـرَّحَ أعـيُنًا=ونـذرْتَ لـلـفـجرِ الـمنيـرِ قِراكا
لـوْلاك لـمْ تـشـرق عـلى كـلِّ الـدُّنـا=شمسُ المَعارف تقـتدي بهُداكا
كـلَّا ولـمْ تـعـرفْ دروبَ نجــاتِهـا=تـلـك الشُّعـوبُ الـرَّافعاتُ لِواكا
ربَّـيْـتَ أجــيـالًا وقُــدتَ جـحـافــلًا=وعمَـرتَ أوْطانًا شدَتْ بهَـواكا
فـلَكَمْ رفعتَ الـصَّرحَ يـزهو سامقًا=لـكـنَّــمـا الإنـكـارُ كـان جَـزاكا
فوصلْـتَ لـلحال الـمُـمِضِّ عـنـاؤه=يُـبـكي الحـقـيـقةَ مـثـلـمـا أبكاكا
عَـجَـبًا لـنا نسخـو عـلى تـرَفٍ بـنا=ونضِنُّ لا نُصغي لِـما أضناكا
عَـجَـبًـا لنا نُزري بـقدْرِك باذخًـا=لَـمَّـا بـدربـك نـنـثـرُ الأشـواكا
عَجَـبًا لـنا ندَعُ اللُّصوصَ وشأنَهم= لكـنْ عـلـيـك نُحالِفُ الإربـاكا
أوَ تبخسون ذوي الفضيلةِ حقَّهـم= هـذا وربِّي يَـبـعـثُ الإضحاكا
فـالـبَـذْلُ والعـيشُ الكـريمُ شقـائـقٌ=ما كان بَـذلٌ يرتضي الإمْساكا
ما أتعَسَ الأمـمَ الَّـتي وَكَلَـت إلـيـــ=ـــــــك كُـبـودَهـا ثم انـثـنـت لـسِواكا
يا أيُّها الـمظلومُ في شرع الوَرى=إنَّ الإلــهَ لَـسـامِـعٌ شَــكــواكـا.