روى ابن ماجة ، والطبراني في "الكبير"عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ ، وَقُرْبِ غِيَرِهِ ) قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ يَضْحَكُ الرَّبُّ، قَالَ: (نَعَمْ) ، قُلْتُ: لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا .
وقَالَ ابن منده : رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّنْعَانِيُّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُمَا، وَقَدْ رَوَاهُ بِالْعِرَاقِ بِمَجْمَعِ الْعُلَمَاءِ وَأَهْلِ الدِّينِ : جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ مِنْهُمْ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ ، وأبو حاتم ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَلَمْ يُنْكِرْهُ أَحَدٌ وَلَمْ يُتَكَلَّمْ فِي إِسْنَادِهِ ، بَلْ رَوَوْهُ عَلَى سَبِيلِ الْقَبُولِ وَالتَّسْلِيمِ ، وَلَا يُنْكِرُ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا جَاحِدٌ أَوْ جَاهِلٌ أَوْ مُخَالِفٌ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ .
سيهزمُ جمعُ المعتدين ، ومَن يدري = إذا حلَّت الأقدارُ ذاك الذي يجري
فربُّكُمُ الرحمنُ ماكان غافلا = إذِ اقترفوا هولَ الفضائعِ بالجَورِ
أتى منه ــ جلَّ اللهُ ــ حالٌ نصونُه = بـه أقبلت بشرى الخلاصِ من الضَّيرِ
وآزلَتِ الأيامُ بالكربِ وانثنتْ = قلوبٌ عن الشكوى لخالقِها البَـرِّ
يكادُ القنوطُ المــرُّ يطوي يقينَها = ولكنْ نجاواهـا على غِيَرِ اليُسرِ
فليس احتباسُ القطرِ إلا لفرحةٍ = يجودُ بها مولى الورى منزلُ القَطرِ
فلا تَنْءَ عن بابِ الكريمِ فإنه = رحيمٌ ودودٌ بالعبادِ أولي الصَّبرِ
فحين اعتكارِ اليأسِ في ظلمة الأسى = يكون انبلاجُ اليسر من عتمةِ العسرِ
بشائرُ ربي لا القنوطُ يردُّها = ولا ظُلمُ طاغوتٍ بعاقبةٍ يدري
هو العبثُ الأدنى تجارةُ فاسدٍ = فللعابثِ المأفونِ ألوانُهـا تُغري
وعنه المعالي والمآثرُ أدبرتْ = فعاشَ بقيعانِ التفاهةِ والهذرِ
فكم من قميءٍ فاسد الرأـيِ حاقدٍ = أضـرَّ بأهلِ الخيرِ في بيئةِ المكرِ
وأزبدَ ذا المأفونُ والوجهُ كالحٌ = على قترٍ في الوجه ياصاحِ مستشرِ
تمطَّى شقيًّا مشمخرًا بإثمه = يناجزُ أهلَ الحقِّ بالعسفِ والجَوْرِ
وترعدُ في شدقيهِ جلجلةٌ حكتْ = نهيقَ حمارٍ هاجَ من ألمٍ مُــرِّ
يقولُ أنا ابنُ العزِّ والفخرِ واهمًـا = ولم يـكُ إلا من فصيلةِ ذي الحُمرِ
فجاءتْهُ أقدارُ الإلهِ بصفعةٍ = حسيسُ لظاهـا في الفؤادِ وفي الصَّدرِ
فألفاهُ أهـلُ الحيِّ بالخزيِ مُقْعَدًا = ويدري بأسبابِ الجزاءِ ولا يدري
أتاهُ دعاءٌ سهمُه غيرُ خائبٍ =فسربله بعد التَّعنتِ بالقهرِ
وعن مثلِ هذا ليس يغفلُ ربُّنـا = وعاقبةُ الطغيانِ تأ تـي مع البترِ
كذلك أهلُ البغيِ في عالَمٍ طغتْ = من الدولِ الكبرى على الناسِ بالضُّرِّ
سيهلكُها الدَّيَّانُ آنَ أوانُهـا = فلا يَقْنَطَنْ أهلُ الجهادِ من النصرِ
إلى الحسْنيينِ اشتاقَ مسعاهما الذي = رأى هذه الدنيا مـمـرًّا إلى فخرِ
ليومٍ ترى فيه الطواغيتَ كُبِّلُوا = وللخلدِ في نارٍ يُساقُ أولو الجَورِ
فأيقِنْ أخا الإسلامِ بالفتحِ إنَّـه = لآتٍ بإذن اللهِ معْ طلعةِ الفجرِ
وإن زادَ خلفَ الركبِ يوما عُواؤُهم = فإنك آلمتَ الكلابَ من النُّذْرِ
فجَدِّدْ مدى الأيامِ عهدَك بالتُّقى = وبالصَّبرِ والإيمانِ تُلوَى يــدُ الكفرِ
ويُطمسُ وجــهُ الظلمِ بالخزيِ والفنا = ويبقى سنى الإسلامِ في الكونِ كالبدرِ
فمن يكنِ الإسلامُ نهجَ حياتِه = فكلُّ الذي يُزجيه في صفحةِ الأجرِ
و واللهِ لـم نركعْ لسطوةِ ظالمٍ = ولا لليالي السودِ والوجعِ المُـــرِّ
ويحفظُنا الإيمانُ عن غمزِ غيرِنا = ونصبرُ إن جاءت ضغينةُ ذي نُكرِ
نجاهدُهـا نفسًا لكيلا تردَّنا = إلى ربقةِ الإسفافِ بالشَّرِّ والوزرِ
وإن قلَّتِ الأصحابُ فالأمرُ بَيِّنٌ = فلسنا نراعي الزُّورَ في الموقفِ الحُــرِّ
خُطانا على نهجِ الشريعةِ لـم تزل = ولسنا بها يوما نجاملُ ذا غدرِ
صراطٌ سَوِيٌّ فيه عـزٌّ ورفعةٌ = وفيه نجاةُ الناسِ في موقفِ الحشرِ
نعاني فرادى من نوازل جمَّةٍ = وأمتنا في ذا الخضمِ بلا أزرِ
يحاربُنا أهلُ الضَّلالاتِ والهوى = ولكننا نأبى الهوانَ مدى العُمـرِ
ويا أُمَّـةً قد غابَ عنها رشادُهـا = فتاهتْ ببحرِ النازلاتِ وفي الوعرِ
وأيام خطبٍ لم تزل في جحيمِها = تدورُ بلا وعيٍ وتعشو على غمرِ
تكادُ جيوشُ الكفرِ تُفني وجودَهـا = فيدركها صوتٌ من الغيبِ ذو قَدْرِ
فتصحو ويشتدُ بالدِّين عزمُهـا = وتنفضُ أوضارَ الثَّقالِ عن الظَّهرِ
وتصبرُ حالَ الكرِّ والفَـرِّ إنَّما = إلى ساحة الأقصى المسيرُ بلا عُذرِ
فطوبى لإيمانٍ إذا مـا تكدرتْ = بخطبٍ ليالينا دعانا إلى الضُّمرِ
فكان لنا لمَّـا توجسَ أهلُنا = ضياعا دليلَ الصَّابرين إلى النصرِ
فبشرى لمَن قد رابطوا اليوم بالفدا = وبالجودِ بالأرواحِ والعلق الدَّثرِ
فما عرفوا العيشَ الكريمَ تقاعسًا = إذا اضطربَ الميدانُ بالكرِّ والفرِّ
هو القدرُ المكتوبُ والله ساقه = وقد حفظ الدَّيَّانُ عاقبةَ الصَّبرِ
فكم من دمٍ يجري وعين دموعها = تفيضُ إذا جـنَّ الظلامُ على الشَّفرِ
هو الشعبُ والإسلامُ روحُ نجاته = وما انفك هذا الشعبُ عن طلبِ الفخرِ
وما الفخرُ إلا بالمصاحفِ والهدى = وبالخُلُقِ المحمودِ والصوم والذكرِ
وتلك مزايانا تغنَّى بفضلِها = أخو العدلِ والتاريخُ والطائرُ القمري
وإن نوديَ القومُ الكرامُ لمثلِهـا = أجابوا وإن هُــمْ هُدِّدوا بالأذى المُــرِّ
هو الشعبُ لايختارُ إلا مَن اتَّقى = ومَن عاشَ للشعبِ المصفَّدِ بالطُّهرِ
فقد كره الشعبُ المجالدُ مَن طغى = ومن حمل الأوزارَ في جعبةِ المكرِ
وذلكُمُ الإرهابُ بالقهرِ ساقهم = لليلِ السجونِ المفزعاتِ بلا وِزرِ
مداها كُوىً منها المراراتُ أفلتتْ = أنينَ صدورٍ إذ تنامُ على الجمرِ
فيا أمتي سيري فنصرُك قادمٌ = أتى بالمضامين الجليلةِ في سِفرِ
تولاكِ ربُّ العرشِ باللطفِ إنَّـه = إذا شاءَ أمرًا لايُرَدُ مدى الدهرِ
أياربِّ هيئ للعبادِ إنابةً = تُمزِّقْ على مضمارِهـا صفحةُ الهجرِ
لترجعَ بالإسلامِ أمَّــةُ أحمد = سحائبَ تحيي بالهُدى ميِّتَ القفرِ