محنة الجزائر وعروش الغدر
غابَ الرّئيسُ فغابَ البِشْرُ والأملُ = والشّعبُ أرهقه الإرجافُ والوجَلُ
ساد النّعيقُ فأصوات الرّدى طلعتْ = باتت تصيح بها في ليلنا دُوَلُ
والخائنون رأوا في وضعنا فُرَصًا = أتى العواءُ من الأعداء فامتثلوا
كم في العروبة من خصمٍ لنا برزت ْ= أنيابُه وبدتْ في ودِّه العِللُ
أعرابُنا كُشفت عوراتُهم وبَدتْ = ما عاد يمنعهم عن طعننا خَجلُ
يُذكون حربا ًعلى شعبٍ يُناوؤهمْ = لكي يسودوا ونارُ الحرب تشتعلُ
هم يحملون لنا حقدا عَتَا وطغى = تبًّا لهم صَدَموا الدنيا بما فعلوا
ساروا وراء بني صهيون في بَلَهٍ = مثل الحمير عليها الذلُّ والدَّغلُ
ليس العدوُّ الذي نخشاه شانئَنا = من العلوجِ غزاةِ الأمسِ إن حَمَلوا
إنا نخاف نيوبَ الغدرِ في عَرَبٍ = سلُّوا السّيوفَ لنصرِ الكفرِ واكْتتلُوا
إنا نخافُ عروشا لا عهود لها = لها الدّناءة والأموال والخَبلُ
يستأسدون على أهل الهدى فَرقاً = من وقفة الحقِّ في شعبٍ له المُثُلُ
يخشونَ أن تُرفعَ الراياتُ في بلدٍ = يأبى الخنوع لمن خانوا ومن خذَلوا
إنَّ الجزائر ارضُ العزِّ صامدة ٌ= لَتجهلنَّ على الأذيال ان جَهِلُوا
***
يا شعبَنا افتضحتْ أعراشُ امّتنا = اصمدْ بعزٍّ فأنت الباسلُ البطلُ
لا تخضعنَّ لذيلٍ خائنٍ أبدا = فالعمر تحكمه الأقدارُ والأجلُ
واصدعْ بعزِّك في دار الفناء ولا = تخشَ الخيانة في أخلاق من سفَلوا
إنَّا رأينا عروشَ الذلِّ راكعةً = أمام نُصْبِ بني صهيون تبتهلُ
تُرضي العدوَّ بِقُربان الشُّعوب ولا = تخشى عقوبة من عانوا ومن قُتِلُوا
تُكرِّسُ الكفرَ في ارضٍ مقدَّسةٍ = غَدرا وتطمسُ ما نادى به الرُّسلُ
بُعداً لعرشٍ سخيفٍ خائنٍ عَفِنٍ = كالنَّعلِ في أرجل الصّهيون يُنتعَلُ
أوهامُه احتدمتْ في رأسه فبغى = قد صار بالغدر مزهوا ويَحتفلُ
شعبُ الجزائر شعبٌ صامدٌ أبدا = فلن يُشكِّكه في العزِّ من نَكلوا
حتمًا سَيَمْسَخُ من راموا إهانته = مهما استعانوا بأهل الكفرِ أو بَذلُوا
أهلُ العروش حريمٌ لليهود ألا = ترى الملوك بعهر الذلِّ قد حَبَلُوا
شيطانُهم عَظمت آثامه فطغى = ألا تراه وقد طاشت به السُّبُلُ
قد بذَّرَ المال في ظلمٍ وفي دَنسٍ = أودى به الجهلُ والإسفافُ والعَجَلُ
يسعى ويكدحُ في شرِّ اليهود ولا = يُثنيه عن غيِّه خوفٌ ولا مَلَلُ
وسوم: العدد 906