أُنشودة :
الغُمَّةُ ترعفُ بالعللِ = والأنفُسُ عِشْنَ بلا أملِ
والحيرةُ بالقلبِ اتَّسعتْ = رغم المزعومِ من النِّحلِ
والشِّدَّةُ فارتْ واحتدمتْ = بجحيمِ الخطبِ المشتعلِ
أزِفَتْ واشتدَّتْ واعتكرَتْ = والبأسُ تلوَّى في السُّبُلِ
والأمرُ بها ضاقتْ يدُه = والحيلةُ باءتْ بالفشلِ
والقلبُ و واحرَّاهُ به = شوقٌ للغيثِ المنهملِ
والنَّاسُ حيارى في كُرَبٍ = يحيون سكارى في كللِ
يرنون اليومَ لكاشفةٍ = فالشِّدةُ باتت كالجبلِ
قوم يلهون وأُمَّتهم = في خطبٍ أرعدَ في شُغُلِ
تحني من بأسٍ ناصيةً = والسَّاعدُ ناءَ من الثِّقَلِ
ياويلَ الناسِ من الجاني = بالزُّورِ يُنَادَى بالبطلِ
والويلُ لبائعِ عزَّتِه = من خوَّانٍ أشِرٍ ثَمِلِ
وأيادي الكفرِ قد اجتمعتْ = للكيدِ بدينٍ ذي حُلَلِ
أرجاءُ روابيها اشتعلتْ = بكروبٍ توصَفُ في الجملِ !
والأمَّة تاهت إذ وَرَدَتْ = عطشى لسرابٍ مرتحلِ
هل من أملٍ ، هل من بطلٍ = هل من فرجٍ ، هل من عملِ !!!
لم يبقَ سِوى الإسلامِ فقمْ = ياشعبُ اليومَ على عجلِ
وادعُ الرحمنَ لينقذَنا = من شرِّ الغفلةِ والفشلِ
فالفتحُ بتوبةِ أُمَّتنا = ممَّا اقترفتْهُ من الزللٍ
فلكلِّ كتابٍ في الدنيا = أجلٌ قد كان إلى أجلِ
ياربِّ اكشفْ عنَّا غُمَمًا = قد غامَ الأفقُ على المقلِ
أنتَ المرجُوُّ لنجدتِنا = إذ ليس لكشفِ الضُّرِّ ولي
وسِواك إلهي لم نعبدْ = أو نركعْ يوما للهُبَلِ
مَن يكشفُ عنَّا ظلمَتَهَا = ويردُّ الخَلْقَ إلى الرسُلِ ؟
مَن ينصرُ في الدنيا فئةً = تدعو للحقِّ بلا وجلِ ؟
وتناجزُ طاغوتًا أعمى = يحيا كالبهمِ على خطلِ ؟
ياربِّ لقد فارتْ مهجٌ = تتوهجُ نارًا كالشُّعَلِ
فارحمْ ياربِّ ضراعَتَهَا = واجبرْ ما اعوجَّ من العَصَلِ
لايُرجَى غيرُك إن أخوى = ينبوعُ الرحمةِ من وشلِ !
هيئْ ياربِّ لنا فَرَجًا = وَيَدَيْ خيرٍ بينَ الدولِ