شكا فؤادي لعيني همّ أحزاني = فسال دمعي كأمواج شطآن
لمّا تقاذفها يمّ طغى صخبا = سحّت كعيني وفي التّسكاب سيّان
والقلب كاليمّ بالأحزان مضطرب= بفقده أملا بالشام أضناني
حلّت به محن والحرب تحرقه = وضاع ما عزّ في قدس وجولان
يالهف نفسي على ما ضاع من شرف= قد صانه بهم في ربع كنعان
وسؤدد عمر الفاروق صائغه = من لؤلؤ دررا رصّت بتيجان
من للألى في ربوع الشام قد قهرت = أكبادهم من صبايا وصبيان ؟
ثم الثكالى وشيب عمّهم رهق = ومن لأسرى شباب عند سجّان ؟
وقبلة برحاب القدس نائحة = ومسجد عابق بنفح قرآن ؟
وذكره في كتاب الله يحفظه = أنى يفرّط في مسرى لعدنان ؟
وكيف ينسى الذي أسرى الإله به = محمّد خصّه المولى بفرقان ؟
أنى لسلم بربع الشام ينتظر = من غاصب آثم سفّاك نعمان ؟
لن تأمن العرب في أوطانها أبدا = ما دام في القدس من يعتو بطغيان
وقدسنا درّة بالأمس قد سلبت = أنى ترد بلا خيل وفرسان ؟
يا باغي السلم في أرض وقد غصبت= وأهلها طردوا قهرا بعدوان
أنى لك الأمن يا مستوطنا وطنا = جورا أتحمى بأسوار وبنيان ؟
هلاّ رحلت عن الأقداس تتركها = مستسلما قبل زلزال وطوفان ؟
يأتيك يوما بلا واق ولا سند = يحميك من غضب دنا لشجعان
لله باعوا نفوسا لا مثيل لها = نعم النفوس وقد بيعت لديّان
الله واعدهم بالنصر في صحف = ووعده ناجز في كل أزمان
سبحانه ناصر المظلوم نحمده = حمدا يليق بذي ملك وسلطان
ثم الصلاة على الهادي وعترته = وصحبه أبدا من فيض رحمان