من صحف الذكرى :
ياليالي الإسلامِ عودي بخيرٍ = وامنحينا صباحَك القدسيَّـا
*هوامش :
*نشرت في مجلة اقـــرأ ـــ العدد 222 تاريخ 14/6/1399هـ الموافق 10/أيار / 1979م
كيف تحيا القلوبُ يالوذعيُّ = ورفيفُ الخلودِ عنهـا قصيُّ !
إنها في الصدور هامدةً إذ = ليس للنبضِ عيشُها الأبديُّ
فإذا ما أردتَ نفحةَ غيبٍ =فافتق السِّترَ لايرُعْكَ الدَّويُّ
واترك الروحَ في مسار علاهـا = فوراء الوجيبِ أمــرٌ خفيُّ
هـو ذا دربُك البهيُّ وفيه = ليس يُطوَى صباحُك القدسيُّ
إنما العيشُ في مباهج قلبٍ = يتجلَّى عليه نورٌ حفيُّ
* * *=* * *
قف شغوفا إذا النسائمُ فاحت = بطيوبِ الغيوبِ تحيي فؤادي
ظمئَ القلبُ للرقائقِ تسقي = في الضلوعِ العجافِ جنَّـةَ شـــادِ
قف وفيًّا إذا سمعتَ نشيدي = يتغنَّى بـه فــمُ الأمجادِ
ضاقَ صدري من الوجومِ المدمَّى = والخطوبِ الثَّقيلةِ الأبرادِ
قف أبيًّا إذا النوازلُ ثارت = كالبراكين في بطونِ البوادي
نحن نسعى أخـا المثاني أباةً = لانبالي بعاصفاتِ العوادي
* * *=* * *
رَبْعُ دنياكِ جنَّتي ومقامي = باشياقي لمقمرات الليالي
فبوديان مهجتي قطراتٌ = غافياتٌ من أفْقِ هذا الجلالِ
يتدلَّى على منازل روحي = ألَـقٌ لم يكن بسفرِ خيالي
هزَّت الجسمَ فاقشعرَ فألفى = في معاني الخلودِ معنى الزوالِ
فدعِ الدنيا لو حبتك بكأسٍ = فاض واديهـا بالقراحِ الزلالِ
ما اشتياقي إلا لومضة نورِ = لفؤادي المقيمِ في الأغلالِ
* * *=* * *
ذكرياتٌ في خاطري نيِّراتٌ = لـم تُدنِّسْ أسفارَها الترهاتُ
سلسلتْها سكينةٌ وطمأنينةُ = قلبٍ راحاتُها بركاتُ
تتهادى على فؤادي وتخطو = في الحنايا فصولُها النَّضراتُ
كم أذابتْ مرارةً هدهدتني = فتلاشت من بوحها الغمراتُ
هي أيدٍ من العزيمةِ تملي = من دروسِ الحياة ، فيها الحياةُ
سكبَ الأفقُ أكؤسًا من نداها = مغدقًـا والكؤوسُ مبتَغَيَاتُ
* * *=* * *
كم من التافهين يرقص زهوا = للعطايا الرخيصةِ الأثمانِ
لايبالي إذا الكرامةُ ديست = أو مشى بالهوان كالعبدانِ
هكذا الأنفُسُ الدنيَّةُ تحيـا = حول زيفِ من السَّراب الفاني
لذَّةٌ تشغلُ النفوسَ مدى العمرِ = ويفنى لذيذُها في ثوانِ
كاخضرارِ الربيعِ في الأفق المخضل = بالسحرِ في جنانِ المغاني
ثـمَّ يمضي مثل اللذائذِ تُرمى = للأعاصير في خريفِ الزمانِ
* * *=* * *
لاتذرني أجرُّ خطوي غريبا = بين أحجارِ هذه الأيـامِ
فلقد ضقتُ بالهواجسِ ذرعًـا = وفؤادي وإن تضاحك دامي
لاحَ لي عاصفُ الخطوبِ مريعا = وأراني المكنون في إلمـامِ !!!
فنعوش المغيبِ تطوي بهاهـا = كالشموسِ الوِضاءِ عبر الظلامِ
هي دنيا نعيشُ بعضَ هناهـا = ودجىً للشقاء لاحَ أمامي
يافؤادي إن الحياة حطامٌ = فامضِ للــهِ فوق جمرِ الحطامِ
* * *=* * *
ميسانُ الورودِ في موكبِ الصبحِ = ونفحُ الربيعِ في الآفاقِ
وانسيابُ المياهِ تحيي جنانا = وشجيُّ الخريرِ بينَ السَّواقي
ونشيدُ الطيور في كلَّ صوبٍ = شنَّفَ الأُذْنَ بالعِذابِ الرقاقِ
وهوى القلبِ للجمالِ المصفَّى = وبريقُ الفتون في الأحداقِ
والسُّموُ الميمونُ في كلِّ روحٍ = ورفيفُ الطيوفِ بالأشواق
لدليلٌ يشدُّ كلَّ حصيفٍ = للتغنِّي بقدرةِ الخلاَّقِ
* * *=* * *
ردَّدَ الذكرَ يأتِ قلبي الكليما = ما أُحيلى الترتيلَ يشفي السقيما
خشعتْ روحي واطمأنَّ فؤادي = وأنارَ القرآنُ سعيي السَّؤومـا
وأزال الغطاءَ بحـرِ نـورٍ = فاض في القلبِ شاطئاه فهوما
يا إلهي لاتحْرمَنِّي عطايا = وسنىً من لدنك يُملي علوما
أيُّها الغافلون عن ذكر ربي = أيقظوها مآثرا وحلوما
هو كنز للعالمين لمن شاء = بهذا الوجودِ أن يستقيما
* * *=* * *
وعظاتٌ بليغةٌ قد نبذناها = لجهــلٍ وراءَنا ظهريـا
وطمسنا حقيقةً ومضينا = معْ هبوبِ الهوى الملحِ مُضِيَّـا
وقعدنا بعد العناءِ حيارى = وثوينا دون المطافِ بُكِيَّـا
أين قرآنُنا ينيرُ خطانا = ويقود الأبيَّ يمضي سويَّـا
لاتقلها : إنَّ المنالَ بعيدٌ = إنما الكفرُ زاهقٌ يا أُخَيَّــا