كربٌ تشبُّ وألسُنُ = الطغيان تلتهمُ الأماني
تجتاحُ أُمَّتَنا ، تشيعُ = الهولَ في رحبِ المغاني
والليل ! لاليل الرواء = الحُلوِ معسول المعاني
لا الشوقُ لا السُّمَّار = في الربواتِ لا عبق المثاني
لاصفحة المجدِ المؤثلِ = رجَّعتْ صوتَ الأذانِ
ألأُمَّتي هذا الهوان = فبئسَ أيامُ الهوانِ !
لكأنني في غفوةِ الحلمِ = العبوسِ أدوسُ شاني !
تستيقظُ الشكوى معي = وكآبتي في كلِّ آنِ
وأرى بِعَيْنَيْ لهفتي = رؤيا على مقلِ الزمانِ
المجدُ يومي والإباءُ = وأعينُ الذكرى روانِ
* * *=* * *
عينايَ دامعتان لو = يجدي على الماضي البكاءُ !
ومشاعري وهجُ الأسى = وبأضلعي التهبَ الرجاءُ
أمشي وحولي ألفُ صارخةٍ = يردُ لهفتَها الشقاءُ
في الأفق أحلامي يبددها = بقسوته الشَّجاءُ
ذرني أَقُلْ للسائلين = عن العلى : ماتَ الإباءُ
ذرني أُردِّدْ شجوَ قافيتي = اليتيمةِ يافضاءُ
خذْها لعالمك السحيقِ = هناك يقرؤُها العَماءُ
آذانُ مَن حولي بها = وقرٌ فما نفعَ النداءُ
أين البطولاتُ التي = يعنو لديها الكبرياءُ !
* * *=* * *
وخُطايَ زحفُ السائرين = على المشقاتِ الصِّعابِ
الموقنين بنصرهم = في الأرضِ من بعدِ التَّبابِ
المدلجين وهولُ عصفِ = العصرِ يزحمُ كلَّ بابِ
واليأسُ رغمَ كآبتي = ماهدَّ من صرحِ الرغابِ
أنا مؤمنٌ بغدِ الخلاصِ = تُسَلُّ في يده حرابي
تمشي بطلعته العزيمةُ = فوقَ أوهامِ السَّرابِ
وتشقُ دربَ الفتحِ للأقصى = المكبَّلِ لا تُحابي
قمْ يا أخي وانزعْ ثيابَ = الوهنِ في دنيا الخرابِ
وارجعْ بصورتِك الأصيلةِ = في الجبالِ وفي الهضابِ
قدرًا بميدان الصروف = يصولُ كالأسدِ الغضابِ
فالسَّلم يصنعُه الفدا = والتضحياتُ من الشبابِ
* * *=* * *
في صورتين نسجتُ ما = بي من هوى لعلى بلادي
إحداهما همِّي الكبيرُ = ولوعتي في كلِّ وادِ
وأكادُ أُدفَنُ في السكون = المرِّ قد أوهى جِلادي
ويشدُّني الإسلامُ للأخرى = ويغريني اعتقادي
بالله ، بالتأييدِ مهما = طالَ في البلوى حدادي
وأراهما ألقًا يذيبُ = صباحُه شبحَ السَّوادِ
النصرُ آتٍ رغمَ ما = للكفرِ من هولِ العتادِ
بالصَّبر بالتقوى وبالقيمِ = الرفيعةِ والجهادِ
ولوعدِ ربِّ العرشِ ينفذه = ويهلكُ كلَّ عادِ
سيدورُ دولابُ الزمانِ = مُرَدِّدًا ما قال حادِ