هذه قصيدةٌ تضع النّقاط على الحروف ليرعوي الشّخابيط عن مضايقة الجزائر
هوامش :
1/ الكِلام: الجراح
2/ الذمام : الحرمات
3/ الطّوامي : الطامات من المآسي والمؤامرات
4/ اللجام : أي الجام الرعية واسكاتهم
5/ اللطام : الصراعات
6/ لهام : كثير العدد
ألا شدِّ المشاعرَ بالزِّمامِ = إذا تاقَ الفؤادُ إلى الهُيامِ
فهل ترضى التَّغافُلَ بالتَّصابي = وأمَّتُنا تُضرَّجُ بالكِلامِ؟1
نرى أهل الدَّنيَّةِ قد تمادوا = وعاثوا في البلادِ وفي الذِّمامِ2
نرى شعبَ العروبةِ مُستذلًّا = يُمرَّغُ في المهازلِ والطَّوامِي3
يخادعُه الأميرُ ويَعتليه = ويورِدُه النَّكائبَ كلَّ عامِ
أميرٌ قد تنكَّر للسَّجايا = فأضحى كالمساخرِ في الأنامِ
وهل تجِدُ الشُّعوبُ بصيصَ عِزٍّ = إذا سكنَ التَّخبُّطُ في الإمامِ؟
إمامٌ مستبدٌّ في غرورٍ = بلا نهجٍ يقودُ إلى المَرامِ
هوايتُه التَّمتُّعُ بالصَّبايا = وأنواعِ اللَّذائذِ والطَّعامِ
ولا يدري لحُكمِ النَّاس معنى = سوى معنى التَّسلُّطِ و اللِّجامِ4
ولكنْ لليهودِ له سجود ٌ= يُؤدَّى في خُشوعٍ وانْسِجامِ
يُناجيهمْ على فُرُشِ الدَّنايا = بِكُمْ عَرْشي يُثبَّتُ ، واعْتِصامي
ألا إنَّ الملوكَ قَطيعُ حَمقى = يَدِبُّ على الدَّنيَّة والملامِ
يسوقهمُ اليهودُ إلى المخازي = كأسرابِ البهائم والهَوامِ
يفُكُّون النَّوازلَ والقضايا = بتدبيرٍ كتدبيرِ النَّعامِ
لهم في الحكم زيغٌ من خبالٍ = يورِّطُ في المذلَّةِ والظّلامِ
لقد نشروا المآسيَ في بلادٍ = أوَتْ خيرَ المكارمِ والكِرامِ
رمَوْا يَمَنَ السَّعادة بالرّزايا = فأُغْرِقَ في المآتم والحُطامِ
طفولتُه تشيبُ من البلايا = وعزَّتُه توارتْ في الرُّكامِ
سَلُوا عنه الجياعَ وقد أجابوا = بما يُغني العقولَ عن الكلامِ
سَلوا صَرعَى الوباءِ ومن ترامَوْا = على دربِ المنيَّةِ في الخيامِ
سلوا وجَعَ الأراملِ والثَّكالى = ومن عانى التَيَتُّمَ في الفِطامِ
سلوا الصّومالَ عن غدرٍ وقهرٍ = سلوا صرعى التَّآمرِ في الشَّآمِ
سلوا ليبيا التي ضاعتْ وباتتْ = يُهدِّدها مصيرُ الانقسام
شخابيطُ الخيانة دمَّرونا = ألا تبًّا لأعرابٍ طِغامِ
طبيعتُهمْ فجورٌ في غرورٍ = ودينُهم التَّبجُّحُ بالحرامِ
لقد زعموا التَّحكُّمَ في الفضاءِ = كمحمومٍ يُهلوِسُ في المَنامِ
ألا يا أتفه السُّفهاء تبًّا = وسُحقاً في الوجود على الدَّوامِ
تضُخُّونَ الرُّيوعَ بلا حسابٍ = لأعداءِ العقيدةِ والسَّلامِ
وأبناءُ العروبةِ في عناءٍ = يُدارونَ المجاعةَ بالصِّيامِ
تبجَّحْ يا عدوَّ الله واكذبْ = رِياؤُكَ من شعورِ الإنفصامِ
صيصدِمُكَ الوعيدُ الحقُّ يومًا = وتشقى بالمواجِعِ والسِّقامِ
ستُردَمُ في التُّرابِ بلا أنيسٍ = ولو شيَّدتَ قصرَكَ في الغَمامِ
ألا فَكِّرْ وفَكِّرْ ثمَّ فَكِّرْ = على حالِ الجلوسِ وفي القيامِ
فإنَّ العيشَ هشٌّ ذو حُدودٍ = فقد تلقى المنيَّة بالزُّكامِ
وقدْ يُرديكَ أقربُ من تراهُ = وفِياًّ ، بالسُّمومِ أو الحُسامِ
وقد تَهْوِي بِجسمِكَ هِيلِكُبْترْ = فتُمسي كالكرانِفِ في الضِّرامِ
وقد يأبى الرِّجالُ هوانَ شَعبٍ = فتهلك في التَّناوشِ والصِّدامِ
سمومُكَ في فؤادك مُهلِكاتٌ = سيقتلك الدَّفينُ من القُتامِ
تكبَّرْ ، سوفَ تهلكُ ثم تُبعثْ = وتُعْفَسُ يومَ حَشْرِك في الزِّحامِ
* * *=* * *
طبيعتُنا السَّماحةُ والوِدادُ = نَعِفُّ عن العداوةِ والخِصامِ
ولكنَّ الأذى أضحى سِهاماً = تطاردُنا بأوتارِ اللِّئامِ
فأذيالُ الصَّهاينة استبدُّوا = أرادوا أن نُكَبْكَبَ في الحِمامِ
يُهدِّدنا العميلُ ولا نَراهُ = سوى ذيلاً يُعفَّرُ في الرُّغامِ
جزائرُنا الأبيَّةُ سوف تبقى = كَطودٍ في الهَزاهِزِ واللِّطامِ5
تقاومُ من يخونُ وتزدريه = على رغم النَّقائصِ في النَّظامِ
وتُلجِمُ كلَّ شخبوطٍ خَؤونٍ = بِجيشٍ باسلٍ حرٍّ لهامِ6
فإنَّ الجيشَ شعبٌ في بلادي = وإنَّ الشَّعبَ جيشٌ في الأمامِ
يصدُّ الكائدينَ بكلِّ كيدٍ = ويحمي في المعامعِ كلَّ حامِي
ألا أينَ البواسلُ في خليجٍ = غدا داءَ الهدايةِ والسَّلامِ ؟
ألا كفُّوا الشَّخابط عن حِمانا = ولا تُذكوا العداوةَ بالتَّعامِي