(*) الاعتصام العدد العاشر السنة الخامسة والعشرون ربيع الثاني 1383 ه سبتمبر 1963 م .
يا مولد المختار جفَّف مدمعي = سكب الدموع لشيبى المُتدامعِ
نحو الهلال وهديه بيمينه = أبداً ينور في علوَّ المطلعِ
يا مولد المُختار ذكركَ لا هوى = فيه ومظهر من خادعٍ
لكنّه العمل السّديد وعزمهُ = نحو الرَّشاد ونحو خيرٍ نافعِ
* * *=* * *
في مولد المُختارِ حلَّ بموضعي = طيفٌ من الأنوارِ نادىَ مسمعي
خلَّ الحياةِ ولهوها لبناتها = وأجهر بما يُحيي العقيدةَ وأصدعِ
وإذا المؤذَّنُ أجحفت بأذانه = صمَّ القلوبَ فنادهم بالمدفعِ
وإذا اللَّحى تحت العمِائم نافقت = في الدَّين فاحرقها ولا تتراجع
وإذا الرَّجال المسلمون تهرَّبوا = يوم المنية فاخزهم بالبرقعِ
وإذا الشَّباب المستكينُ تجوِلت = فيه الكؤس فسمهم بالناقعِ
وإذا الرَّقاب تكَّبرت أن تنحني = لله ذُلاَّ فارمها بالمقطع
وإذا القُلوبُ تحجَّرت في غيَّها = عما تقول فشقيها بالمبضعِ
وإذا النساء المسلمات تسكَّعت = في مشيها فالنَّعلُ للمتسكعِ
* * *=* * *
كيف المجوس تجوس مربض أربعي = والعابثون يعكّورن بمكرعي
والملحدون يندَّدون بمنهجي = والكافرون يفرَّقون تجمُّعي
والخانعوُنَ يشكَّكون بمسلكي = والمارِقونَ يفرطُون بمرتعىي
هل ينصرُ الإسلام غير سلاحهِ = بمعاهد ربَّ الهدى ومُبايعِ
فالحرب ترفع للجنان وإنَّها = لهىَ الندامةُ للدعيَّ القابع
والمجدُ يعرفه الكرامُ وإن = بذل النُّفوس ولا مكان لمدَّعي
والخوف من مسَّ القِتال فضيحةٌ = تذرى وتنزل للحضيض الأوضع
والعزمُ في الأقدام لا يرمي الفتى = وإذا رماهُ فللمكانِ الأرفعِ
ولعيشةٍ في الذل هي ميتة = لا يرتضيها غير عبدٍ خانعِ
ولقطرةٍ من كلم ضراب العدى = أجدى وأنفعُ من دموع الخاشعِ
ولعطشةٍ لله تعتصر الحشا = خيرٌ وأروىَ من غدير المنبعِ
ولعُسرةٍ في العزَّ تحتجزُ الضَّنى = أشهَى علي من الفسيح المُمرعِ
ولحبسةٍ في السّجن أفترش الثَّرى = أحن علي من المشيد الواسعِ
* * *=* * *
لن أنْتهي من عَزْمي المتفرَّع = حتى أذيق الكُفر مُرَّ المصرعِ
فالأمُّ تدفعني لأسبق للخُطا = والزوج تزجرني لأهجُر مضجعِي
والله للأولاد حين سمعتهُم = يا والد احْمل للوَّاءِ تشجَّعِ
فالفضل للوهَّاج في غَسقِ الدَّجى = والمجدُ للمتبوع لا للتّابِعِ
والله لو جمع الفسادَ جُموعه = متدرَّعاً أعتى اللباس المانعِ
لو ثُبت فيهم كالهزيرِ مُصاولا = يرمي اللَّهيب على قطيع البَلْقع
وأظلُّ أفتك لا تكلُّ عزيمتي = فالصبرُ عندي والأوار بأضْلَعِي
والنَّصر خِلىيّ في الحروب وإنني = ألقى الأعادي كالأليف الوادعِ
والله ظهري واللعينُ غويهم = وملائك الرحمن يجتاحُ معي
يا أمّةً ترتاد في مُستنقع = حُمِم الهلاكِ علي وروبك فارجِعي
من قبل عاد قُتَّلوا وتشردوا = وثمود سيمت بالعذاب المفجع
وسليلُ ذي الأوتاد ينفخ بطنه = متكبّراً يَسعى لنفسِ المصرعِ
يا أمةٌ فتحت لمنعتها الهوى = حتى هوت في طبعها المتمَّيع
أتُعاندينَ الهدىَ وهو مُناضِلٌ = عنكَ الرَّدى ومدافع للطّامع
وهو الذي بسط الصعاب مذللاﹰ= ورمى العروش إليك كي تتربعي
وهو الذي رفع اللواء مجرداً = ومقوَّياَ في حصنك المتصدَّع
فإلى كتاب الله حتى تسعدي = وإلى المسير على الطريق الناصع
فبغير ماء الله لن تروى ظماً = وبغير مائدة الهُدى لن تشبعي
وبغير حكم الله لن تتحضَّري = وبغير أمر الله لن تتمتَّعي