(أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ) 12/ البقرة
رماكَ اللهُ ويلك بالمزيدِ = من الآفاتِ والوجعِ الشَّديدِ
وألبسَكَ المكارهَ عاصفاتٍ = جزاءَ الظُّلمِ والعبثِ المديدِ
وأسكنك الجحيمَ بيومِ حشرٍ = فما لكَ في القيامةِ من رصيدِ
قضيتَ العمرَ ياعاصي عدُوًّا = لأهلِ الفضلِ والرأيِ الرشيدِ
وعشتَ تحاربُ الإسلامَ حقدًا = ففزتَ بلعنةِ اللهِ المجيدِ
وغرَّتك المناصبُ ليس تبقى = ونلتَ عواقبَ القلبِ العنيدِ
ألم تعلمْ بأنَّ الله يجزي = وإنْ طالَ المدى أهلَ الجحودِ
كفرتُم بالشَّريعةِ واتَّبعْتُم = شياطينَ الضَّلالةِ في العهودِ
وعثتُم بالمفاسدِ في بلادِ = رعاها اللهُ بالدِّينِ الفريدِ
بلاد ليس ترضى بالدنايا = ولمَّا تخشَ زمجرةَ القيودِ
أتاها من يّدّيْ طاغٍ أثيمٍ = ومن قومٍ مجوسٍ أو يهودِ
رماها هؤلاءِ بكلِّ سهمٍ = وغازٍ من حقارتِهم مُبيدِ
أنشكو مُرَّها من نابِ ذئبٍ = بغابِ حضارةِ القرنِ الجديدِ
وتحرسُ ما يكونُ منظماتٌ = لهيبَ المكرِ يوقدُ بالحديدِ
وحالُ شعوبِنا مازال يُرمَى = بأنواعِ المهانةِ والصُّدودِ
تداعى مثلما قد قال طه = عليها من أذى أممٍ شديدِ
ولكنَّ المفازةَ لم يجدها = طغاةُ الأرضِ تعبقُ بالورودِ
فأمرُ الخَلقِ يُقضى عند ربي = فليس لِما لديهم من خلودِ
سيفنى مقتضاها من عُتُوٍّ = ويشقى حالُ ذي القصرِ المشيدِ
ويندمُ مَن بدا فيها سعيدًا = وليس أخو المفاسدِ بالسَّعيدِ
فلا تغْررْكَ بهرجةُ الأعادي = ولا تحسبْ خطاهم في صعودِ
ألم تقراْ أخانا ما أتاهم = بآياتِ الكتابِ من العهودِ
فرَتِّلْ سورةَ الأحزابِ تعلمْ = بأنَّ اللهَ ذو بأسٍ شديدِ
وأيقنْ أنَّ للرحمنِ جندًا = و وعدًا للهُداةِ أولي الصُّمودِ
فلم يغلبْهُمُ الطاغوتُ يومًا = ولم يوهِنْهُمُ صخبُ الرعودِ
ألِفْنَا الكربَ أدمى كلَّ قلبٍ = ولم نألفْ مؤخاةَ القعودِ