فِتَنُ الزمانِ وباتَ وّهْجُ وقودِها = سفهـاءُ هذا العصرِ والأشرارُ
والكلُّ أصبحَ من جنودِ فسادِهم = والكلُّ في وادي الهوى يمتارُ
إبليسُ سيدهم فلا تسألْ إذا = بفمِ الجميعِ لعزفهم مزمارُ
هـم حاربوا القيمَ التي لمَّــا تزلْ = للعالمين هُدَىً ، فهـم كفَّـارُ
مَن حاربَ الإسلامَ لايُرجَى به = خيرٌ ، فشرُّ ضلالِه زخَّـارُ
منهم خبيثُ النفسِ ينفثُ حقدَه = ولحشدِهـم بئس الأذى مكَّارُ
يتطاولون على الشريعةِ إنَّهم = أهـلُ التبارِ الزمرةُ الفجَّـارُ
مَن يَجْفُ دينَ اللهِ فهو مسربلٌ = بهوانِه ، ولباسُه الأوزارُ
والكِبرُ يعمي والغرورُ إذا طغى = فالذلُّ يلحقُ مَن طغى والعـارُ
فرعون جندله الغرورُ ، وعقَّه = ذاك الغرورُ فاُسدلتْ أستارُ
ولَّـى ولم تنفعْهُ جعجعةٌ له = لمنافقين ، وللنفاقِ نفـارُ
وأُهينت النُّخبُ التي ذلَّت لـه = فلها على زور النفاق عِثــارُ
لو يعلمُ السفهاءُ أين مصيرُهم = لَجَثوا بليلٍ لايليه نهارُ
الخلدُ في دنيا جهنَّم موئلٌ = والويلُ بعضُ عذابهم والنارُ
ظنُّوا بأنَّ عُتوَّهم يقوى على = دينٍ سحابُ حُنُـوِّه مدرارُ
والعربداتُ ولـم تزل ، لكنَّهـا = تُطوَى ويُطوَى الظالمُ الختَّارُ
وإرادةُ الطاغين لـم يــكُ أمرُها = يمضي ، فأمر المجرمين بوارُ
والخيرُ للقيمِ الرفيعةِ غيبُهـا =جلَّـى سناهـا الواحدُ القهـارُ
ماشاءَ ربُّ الخلقِ يأتي مثلما = يأتي الدجى ، ويلي الظلامَ نهـارُ
والأخـذ بالأسبابِ أمرٌ واجبٌ = ولها وقد حكم القضـا آثارُ
فليطمئن المسلمون فربُّهُـم = لذنوبهم إن أقلعوا غفَّـارُ
مضطرُّهم تأتيه نجدةُ ربِّــه = فتزول عند مجيئها الأكدارُ
والله يفعلُ مايشاءُ بحكمةٍ =ولها وليس لغيرهـا الإصدارُ
والأمَّـةُ ابتعدتْ عن الدين الذي = فيه لخير شعوبها استبشارُ
ولقد سطتْ آفاتُ نَأْيِ شعوبِها = فمكانةٌ كانت لهـا تنهارُ
هيهات أن ترثَ المآثرَ أمَّـةٌ = يُطوَى لغفلةِ أهلِها الإكبارُ
قد ضيَّعتْ مجدًا رعتْـهُ نُبُوَّةٌ = وبـه اطمأنَ زمانُهـا الزخَّـارُ
فالسُّنَّةُ الغرَّاءُ ماعادت لهم = هَدْيًـا تفيضُ بِسِفرِها الأنوارُ
وهي السكينةُ غادرتْ ركبانُهـا = هذا المدى ، فلأهلها استهتارُ
عافوا الفرائضَ ويحهم وهي التي = ترنو لرفعةِ شأنِها الأبصارُ
أين المآثرُ والفضائلُ والوفـا = وبهـا أقامت ركنهـا الأنصارُ
يوم استجابوا للنَّبِيِّ وأسلموا = ولدينه قـد بايعوا واختاروا
هلاَّ انطلقنا مثلهم في عالَمٍ = فسدَ الطغاةُ وللفساد عوارُ
أَوَيُهْزَمُ الإسلامُ من شرٍّ طغى = ويخافُ من بغيِ العدا الأبرارُ !!
لا والذي بـرأَ الخلائقَ إنَّـه = وهـنٌ أصابَ وفتنةٌ تُختارُ !
فاصدعْ أخـا الإسلامِ إنَّ زماننا = فيه المكائدُ صاغهـا مكَّارُ
طعنوا شريعتنا بألف وسيلةٍ = ولهم لمحـو وجودِهـا إكثارُ
والشُّقَّةُ انتابتْ نوازعَ أنفُسٍ = تهوى المنافعَ فالدروبُ قصارُ
فَلْيَصدقِ الأبرارُ عهدًا لـم يزلْ = فيهِ لفوزٍ : موئلٌ و قرارُ